يعني: أسْرَعوا إلى التجارةِ، ﴿وَتَرَكُوكَ قَائِمًا﴾. يقولُ النبيِّ ﷺ: وترَكوك يا محمدُ قائمًا على المنبرِ. وذلك أن التجارةَ التي رأَوْها فانْفَضَّ القومُ إليها وترَكوا النبيَّ ﷺ، قائمًا، كانت زيتًا قدِم به دِحْيةُ بنُ خليفةَ مِن الشامِ.
ذكرُ مَن قال ذلك
حدَّثنا ابنُ حميدٍ، قال: ثنا مِهْرانُ، عن سفيانَ، عن إسماعيلَ السديِّ، عن أبي مالكٍ، قال: قدِم دحيةُ بنُ خليفةَ بتجارةِ زيتٍ من الشامِ والنبيُّ ﷺ يَخْطُبُ يومَ الجمعةِ، فلمَّا رأَوْه قاموا إليه بالبَقيعِ، خشُوا أن يُسْبَقوا إليه. قال: فنزَلَت: ﴿وَإِذَا رَأَوْا تِجَارَةً أَوْ لَهْوًا انْفَضُّوا إِلَيْهَا وَتَرَكُوكَ قَائِمًا﴾ (١).
حدَّثنا أبو كريبٍ، قال: ثنا ابنُ يَمانٍ، قال: ثنا سفيانُ، عن السديِّ، عن مرةَ (٢): ﴿إِذَا نُودِيَ لِلصَّلَاةِ مِنْ يَوْمِ الْجُمُعَةِ﴾. قال: جاء دِحْيةُ الكلبيُّ بتجارةٍ والنبيُّ ﷺ قائمٌ في الصلاةِ يومَ الجمعةِ، فترَكوا النبيَّ ﷺ وخرَجوا إليه، فنزَلَت: ﴿وَإِذَا رَأَوْا تِجَارَةً أَوْ لَهْوًا انْفَضُّوا إِلَيْهَا وَتَرَكُوكَ قَائِمًا﴾ حتى ختَم السورةَ (١).
حدَّثني أبو حَصِينٍ عبدُ اللَّهِ بنُ أحمدَ بنِ يونُسَ، قال: ثنا عَبْثَرٌ، قال: ثنا حُصَيْنٌ، عن سالمِ بنِ أبي الجَعْدِ، عن جابرِ بنِ عبدِ اللَّهِ، قال: كنا مع رسولِ اللَّهِ ﷺ في الجمعةِ، فمرَّت عِيرٌ تَحْمِلُ الطعامَ. قال: فخرَج الناسُ إلا اثني عشَرَ رجلًا، فنزَلَت آيةُ الجمعةِ (٣).
(١) ينظر فتح الباري ٢/ ٤٢٣. (٢) في ص، ت ١، ت ٢: "قرة". وينظر تهذيب الكمال ٢٧/ ٣٧٩. (٣) أخرجه النسائي في الكبرى (١١٥٩٣)، والواحدي في أسباب النزول ص ٣٢٠ من طريق أبي حصين =