سعيدِ بنِ جبيرٍ، عن ابنِ عباسٍ، قال: ما مُطِر قومٌ قطُّ إلا أصْبَح بعضُهم كافرًا، يقولون: مُطِرْنا بنوءِ كذا وكذا، وقرَأ ابنُ عباسٍ: ﴿وَتَجْعَلُونَ رِزْقَكُمْ أَنَّكُمْ تُكَذِّبُونَ﴾ (١).
حدَّثنا أبو كُرَيبٍ، قال: ثنا ابنُ عطيةَ، قال: ثنا معاذُ بنُ سليمانَ، عن جعفرٍ، عن سعيدِ بن جبيرٍ، عن ابن عباسٍ أنه كان يَقْرَأُ: ﴿وَتَجْعَلُونَ رِزْقَكُمْ أَنَّكُمْ تُكَذِّبُونَ﴾. ثم قال: ما مُطِر الناسُ ليلةً قطُّ، إلا أصْبَح بعضُ الناسِ مشركين؛ يقولون: مُطِرْنا بنَوْءِ كذا وكذا. قال: وقال: وتَجْعَلون شُكْرَكم أنكم تُكَذِّبون.
حدَّثني يعقوبُ، قال: ثنا هُشَيْمٌ، عن أبي بشرٍ، عن سعيدِ بنِ جبيرٍ، عن ابنِ عباسٍ في قولِه: ﴿وَتَجْعَلُونَ رِزْقَكُمْ﴾. قال: وتجعلون شكرَكم على ما أَنْزَلْتُ عليكم مِن الغَيْثِ والرحمةِ؛ تقولون: مُطِرْنا بنَوْءِ كذا وكذا. قال: فكان ذلك منهم كفرًا بما أنْعَم اللَّهُ عليهم (٢).
حدَّثني يونُسُ، قال: أخبَرنا سفيانُ، عن إسماعيلَ بنِ أميةَ، قال: أحْسَبُه أو غيرَه، أن رسولَ اللَّهِ ﷺ سمِع رجلًا، ومُطِروا، يقولُ: مُطِرْنا ببعضِ عَثانينِ الأسدِ. فقال:"كذَبْتَ، بل هو رزقُ اللَّهِ"(٣).
حدَّثني يونُسُ، قال: أخبَرنا سفيانُ، عن محمدِ بنِ إسحاقَ، عن محمدِ بنِ إبراهيمَ بنِ الحارثِ التَّيْميِّ، عن أبي سلمةَ، عن أبي هريرةَ، أن رسولَ اللَّهِ ﷺ قال:"إن اللَّهَ لَيُصَبِّحُ القوم بالنعمةِ، أو يُمْسِيهم (٤) بها، [فيُصْبِحُ بها قومٌ](٥) كافرين؛ يقولون: مُطِرْنا بنَوْءِ كذا وكذا". قال محمدٌ: فذكَرْتُ هذا الحديثَ لسعيدِ بنِ
(١) عزاه السيوطي في الدر المنثور ٦/ ١٦٢، ١٦٣ إلى سعيد بن منصور وعبد بن حميد وابن المنذر وابن مردويه. (٢) أخرجه أبو عبيد في الفضائل ص ١٨٥ عن هشيم به. (٣) تقدم تخريجه في ٢١/ ٥٢١. (٤) في الأصل، ت ٢: "يمسهم". (٥) في الأصل: "فيصبحوا بها قوما".