داءٌ فلا تَرْوَى من الماءِ. ومن العربِ مَن يقولُ: هائمٌ، والأنثى هائمةٌ، ثم يَجْمَعونه على "هُيَّم"، كما قالوا:[عائطٌ وعُيَّطٌ](١)، وحائلٌ وحُوَّلٌ. ويُقالُ: إن الهِيمَ الرملُ. يعني أن أهلَ النارِ يَشْرَبون الحميمَ شُرْبَ الرملِ الماءَ (٢).
ذكرُ مَن قال: عنَى بالهِيمِ الإبلَ العِطاشَ
حدَّثني عليٌّ، قال: ثنا أبو صالحٍ، قال: ثنى معاويةُ، عن عليٍّ، عن ابنِ عباسٍ قولَه: ﴿شُرْبَ الْهِيمِ﴾. يقولُ: شُرْبَ الإبلِ العطاشِ (٣).
حدَّثني محمدُ بنُ سعدٍ، قال: ثنى أبي، قال: ثنى عمي، قال: ثنى أبي، عن أبيه، عن ابنِ عباسٍ قولَه: ﴿فَشَارِبُونَ شُرْبَ الْهِيمِ﴾. قال: الإبلِ الظِّماءِ (٤).
حدَّثني يعقوبُ، قال: ثنا ابنُ عليةَ، عن عمرانَ بنِ حُدَيرٍ، عن عكرِمةَ في قولِه: ﴿فَشَارِبُونَ شُرْبَ الْهِيمِ﴾. قال: هي الإبلُ المِراضُ، تَمُصُّ الماءَ مَصًّا ولا تَرْوَى (٥).
حدَّثنا ابنُ حُميدٍ، قال: ثنا يَحْيَى بنُ واضِحٍ، قال: ثنا الحسينُ (٦)، عن يزيدَ، عن عكرمةَ في قولِه: ﴿فَشَارِبُونَ شُرْبَ الْهِيمِ﴾. قال: الإِبلُ يَأْخُذُها العُطاشُ، فلا تَزالُ تَشْرَبُ حتى تَهْلِكَ.
حدَّثنا ابنُ حُميدٍ، قال: ثنا مهرانُ، عن سفيانَ، عن خُصَيفٍ، عن عكرِمةَ:
(١) في الأصل، ت ٣: "غائط وغيط"، وفي ت ١: "غائظ وغيظ"، وفي ت ٢: "غائط وغليط". والعائط: هي المرأة والناقة لم تحمل سنين من غير عقر. ينظر القاموس المحيط (ع ي ط). (٢) ينظر معاني القرآن للفراء ٣/ ١٢٨. (٣) عزاه السيوطي في الدر المنثور ٦/ ١٦٠ إلى المصنف وابن المنذر وابن أبي حاتم. (٤) ذكره ابن كثير في تفسيره ٨/ ١٦. (٥) عزاه السيوطي في الدر المنثور ٦/ ١٦٠ إلى المصنف وعبد بن حميد. (٦) في الأصل: "الحسن". وينظر تهذيب الكمال ٣٢/ ٢٣.