حدَّثنا محمدُ بنُ مَعْمَرٍ، قال: ثنا أبو هشامٍ المخزوميُّ، قال: ثنا عبدُ الواحدِ، قال: ثنا الأعمشُ، قال: ثنا عثمانُ بنُ قيسٍ، أنه سمِع زاذانَ أبا عمرَ (١) يقولُ: سمِعتُ عليَّ بنَ أبي طالبٍ ﵁ يقولُ: ﴿وَأَصْحَابُ الْيَمِينِ مَا أَصْحَابُ الْيَمِينِ﴾. قال: أصحابُ اليمينِ أطفالُ المؤمنين (٢).
حدَّثنا بشرٌ، قال: ثنا يزيدُ، قال: ثنا سعيدٌ، عن قتادةَ في قوله: ﴿وَأَصْحَابُ الْيَمِينِ مَا أَصْحَابُ الْيَمِينِ﴾: أي ماذا لهم؟ وماذا أعدَّ لهم (٣)؟
ثم ابتدَأ الخبرَ عمَّا (٤) أعدَّ لهم في الجنةِ، وكيفَ يكونُ حالُهم إذا هم دخَلوها؟ فقال: هم ﴿فِي سِدْرٍ مَخْضُودٍ﴾. يعني: في ثمرِ سِدْرٍ مُوقَرٍ من حملِه (٥)، قد ذهَب شوكُه.
وقد اختلَف في تأويلِه أهلُ التأويلِ؛ فقال بعضُهم: يعني بالمخضودِ: الذي قد خُضِد من الشوكِ، فلا شوكَ فيه (٦).
ذكرُ مَن قال ذلك
حدَّثني عليٌّ، قال: ثنا أبو صالحٍ، قال: ثنى معاويةُ، عن عليٍّ، عن ابنِ عباسٍ
(١) في م: "عمرو". ينظر تهذيب الكمال ٩/ ٢٦٣. (٢) سيأتي تخريجه في ٢٣/ ٤٥٠. (٣) تقدم تخريجه ص ٢٨٨. (٤) في ص، م، ت ١، ت ٢، ت ٣: "عماذا". (٥) يقال: نخلة موقرة. إذا كثر حملها، والحمل ثمر الشجرة. ينظر اللسان (و ق ر)، (ح م ل). (٦) في الأصل: "له".