تعالى ذكرُه: وكيف كان إنذاري مَن أَنْذَرْتُ مِن الأممِ بعدَهم، بما فعَلْتُ بهم وأحْلَلْتُ بهم مِن العقوبةِ.
وبنحوِ الذي قلنا في ذلك قال أهلُ التأويلِ.
ذكرُ مَن قال ذلك
حدَّثني محمدُ بنُ سعدٍ، قال: ثنى أبي، قال: ثنى عمي، قال: ثنى أبي، عن أبيه، عن ابنِ عباسٍ قولَه: ﴿فَتَعَاطَى فَعَقَرَ﴾. قال: تَناوَلها بيدِه، ﴿فَكَيْفَ كَانَ عَذَابِي وَنُذُرِ﴾. قال: يقالُ: إنه ولدُ زِنْيةٍ. فهو مِن التسعةِ الذين كانوا يُفْسِدون في الأرضِ ولا يُصْلِحون، وهم الذين قالوا لصالحٍ: ﴿لَنُبَيِّتَنَّهُ وَأَهْلَهُ﴾ [النمل: ٤٩] فَتَقْتُلُهم (١).
وقولُه: ﴿إِنَّا أَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ صَيْحَةً وَاحِدَةً﴾. [يقولُ تعالى ذكرُه: إنا بعَثنا على ثمودَ صيحةً واحدةً](٢). وقد بيَّنا فيما مضَى أمرَ الصيحةِ، وكيف أتَتْهم، وذكَرنا ما رُوِي في ذلك مِن الآثارِ، فأغْنَى ذلك عن إعادتِه في هذا الموضعِ (٣).
(١) عزاه السيوطي في الدر المنثور ٦/ ١٣٦ إلى المصنف وابن المنذر وابن أبي حاتم مقتصرًا على شطره الأول بلفظ: فتعاطى قال: تناول. وينظر ما تقدم في ١٨/ ٩٠. (٢) سقط من: ص، م، ت ١، ت ٢، ت ٣. (٣) ينظر ما تقدم في ١٠/ ٣٠٢، ٣٠٣. (٤) في م: "نضارتهم"، وفي ت ١، ت ٢، ت ٣: "عصارتهم". والغضارة: النعمة والخير والسَّعة في العيش والخصب والبهجة. وغضارة العيش: طِيبُه ونَضرته. التاج (غ ض ر). (٥) في ص، م، ت ١، ت ٢، ت ٣: "كيبس".