حدَّثنا بشرٌ، قال: ثنا يزيدُ، قال: ثنا سعيدٌ، عن قتادةَ قولَه: ﴿وَإِنْ يَرَوْا كِسْفًا مِنَ السَّمَاءِ سَاقِطًا﴾. يقولُ: وإن يَرَوا قِطْعًا من السماءِ ساقطًا (٢).
﴿يَقُولُوا سَحَابٌ مَرْكُومٌ﴾. يقولُ جلَّ ثناؤه: يقولوا لذلك الكِسْفِ من السماءِ الساقطِ: هذا سحابٌ مركومٌ. يعني بقولِه: ﴿مَرْكُومٌ﴾: بعضُه على بعضٍ.
وإنَّما عنَى بذلك جلَّ ثناؤه المُشرِكين من قريشٍ الذين سألوا رسولَ الله ﷺ الآياتِ، فقالوا له: ﴿لَنْ نُؤْمِنَ لَكَ حَتَّى تَفْجُرَ لَنَا مِنَ الْأَرْضِ يَنْبُوعًا (٩٠) أَوْ تَكُونَ لَكَ جَنَّةٌ مِنْ نَخِيلٍ وَعِنَبٍ فَتُفَجِّرَ الْأَنْهَارَ خِلَالَهَا تَفْجِيرًا (٩١) أَوْ تُسْقِطَ السَّمَاءَ كَمَا زَعَمْتَ عَلَيْنَا كِسَفًا﴾ [سورة الإسراء: ٩٠ - ٩٢]. فقال اللَّهُ لنبيِّه محمدٍ ﷺ: وإن يَرَ هؤلاء المشركون ما سألوا من الآياتِ، فعايَنوا كِسْفًا من السماءِ ساقِطًا، لم ينتَقلوا عمَّا هم عليه من التكذيبِ، ولقالوا: إنَّما هذا سحابٌ بعضُه فوقَ بعضٍ؛ لأنَّ اللَّهَ قد حتَم عليهم أنهم لا يؤمنون.
كما حدَّثنا بشرٌ، قال: ثنا يزيدُ، قال: ثنا سعيدٌ، عن قتادةَ: ﴿يَقُولُوا سَحَابٌ مَرْكُومٌ﴾. يقولُ: لا يُصَدِّقوا (٣) بحديثٍ، ولا يؤمِنوا (٤) بآيةٍ.
حدَّثني يونسُ، قال: أخبَرنا ابنُ وهبٍ، قال: قال ابنُ زيدٍ في قولِه: ﴿وَإِنْ يَرَوْا كِسْفًا مِنَ السَّمَاءِ سَاقِطًا يَقُولُوا سَحَابٌ مَرْكُومٌ﴾. قال: حين سألوا الكِسْفَ قالوا: أسْقِطْ علينا كِسْفًا مِن السماءِ إن كنتَ من الصادقين. قال: يقولُ: لو أنَّا فعَلْنا لقالوا:
(١) ذكره الحافظ في الفتح ٨/ ٦٠٢ عن علي بن أبي طلحة به، وعزاه إلى المصنف، وعزاه السيوطي في الدر المنثور ٤/ ٢٠٣ إلى المصنف (٢) عزاه الحافظ في الفتح ٨/ ٦٠٢ إلى ابن أبي حاتم. (٣) في الأصل: "يعذبون". (٤) في الأصل: "يؤمنون".