وقولُه: ﴿يَوْمَ يُدَعُّونَ﴾. ترجمةٌ عن قولِه: ﴿يَوْمَئِذٍ﴾. وإبدالٌ منه.
وعُنِي بقولِه: ﴿يُدَعُّونَ﴾: يُدْفَعون بإرهاقٍ وإزعاجٍ، يقالُ منه: دعَعْتُ في قَفاه. إذا دفَعْتَ فيه.
وبنحوِ الذي قلنا في ذلك قال أهلُ التأويلِ.
ذكرُ مَن قال ذلك
حدَّثني سليمانُ بنُ عبدِ الجبارِ، [قال: حدَّثنا محمدُ بنُ الصلتِ](١)، قال: ثنا أبو كُدَيْنةَ، عن قابوسَ، عن أبيه، عن ابنِ عباسٍ: ﴿يُدَعُّونَ إِلَى نَارِ جَهَنَّمَ دَعًّا﴾. قال: يُدْفَعُ في أعناقِهم حتى يَرِدوا النارَ (٢).
حدَّثني عليٌّ، قال: ثنا أبو صالحٍ، قال: ثنى معاويةُ، عن عليٍّ، عن ابنِ عباسٍ قولَه: ﴿يَوْمَ يُدَعُّونَ إِلَى نَارِ جَهَنَّمَ دَعًّا﴾. يقولُ: يُدْفَعون (٣).
حدَّثني محمدُ بنُ سعدٍ، قال: ثنى أبي، قال: ثنى عمي، قال: ثنى أبي، عن أبيه، عن ابنِ عباسٍ قولَه: ﴿يُدَعُّونَ إِلَى نَارِ جَهَنَّمَ دَعًّا﴾. قال: يُدفَعون فيها دفعًا.
حدَّثنا ابن حميدٍ، قال: ثنا يحيى بنُ واضحٍ، قال: ثنا الحسينُ، عن يزيدَ، عن عكرمةَ: ﴿يُدَعُّونَ إِلَى نَارِ جَهَنَّمَ دَعًّا﴾. يقولُ: يُدْفَعون إلى نارِ جهنمَ
(١) سقط من: ص، م، ت ١، ت ٢، ت ٣. (٢) عزاه السيوطي في الدر المنثور ٦/ ١١٨ إلى المصنف وابن أبي حاتم. (٣) أخرجه ابن أبي حاتم - كما في الإتقان ٢/ ٤٥ - والحافظ في التغليق ٣/ ٥٠٩ من طريق أبي صالح به، وعزاه السيوطي في الدر المنثور ٦/ ١١٨ إلى ابن المنذر.