قال عليٌّ ﵁ لرجلٍ مِن اليهودِ: أين جهنمُ؟ فقال: البحرُ. فقال: ما أُراه إلا صادقًا، ﴿وَالْبَحْرِ الْمَسْجُورِ﴾، (وَإِذَا البِحارُ سُجِرَتْ)[التكوير: ٦] مخففةً (١).
حدَّثنا ابنُ حميدٍ، قال: ثنا يعقوبُ، عن حفصِ بنِ حميدٍ، عن شِمْرِ بنِ عطيةَ في قولِه: ﴿وَالْبَحْرِ الْمَسْجُورِ﴾. قال: بمنزلةِ التَّنُّورِ المسجورِ (٢).
حدَّثني محمدُ بنُ عمرٍو، قال: ثنا أبو عاصمٍ، قال: ثنا عيسى، وحدَّثني الحارثُ، قال: ثنا الحسنُ، قال: ثنا ورقاءُ، جميعًا عن ابنِ أبي نَجيحٍ، عن مجاهدٍ: ﴿وَالْبَحْرِ الْمَسْجُورِ﴾. قال: المُوقَدِ (٣).
حدَّثني يونُسُ، قال: أخبَرنا ابنُ وهبٍ، قال: قال ابنُ زيدٍ في قولِه: ﴿وَالْبَحْرِ الْمَسْجُورِ﴾. قال: المُوقَدِ. وقرَأ قولَ اللَّهِ تعالى: ﴿وَإِذَا الْبِحَارُ سُجِّرَتْ﴾ [التكوير: ٦]. قال: أُوقِدَت (٤).
وقال آخرون: بل معنى ذلك: وإذا البحارُ مُلِئَت. وقال: المسجورُ المملوءُ.
ذكرُ مَن قال ذلك
حدَّثنا بشرٌ، قال: ثنا يزيدُ، قال: ثنا سعيدٌ، عن قتادةَ قولَه: ﴿وَالْبَحْرِ الْمَسْجُورِ﴾: الممتلئِ (٥).
(١) تفسير مجاهد ص ٦٢٣، ومن طريقه البيهقي في البعث والنشور (٤٩٥) من طريق داود به، وعزاه السيوطي في الدر المنثور ٦/ ١١٨ إلى ابن المنذر وابن أبي حاتم. (٢) ذكره ابن حجر في الفتح ٨/ ٦٠٢ وعزاه إلى المصنف، وعزاه السيوطي في الدر المنثور ٦/ ٣١٩ إلى عبد بن حميد وابن المنذر، وسيأتي في تفسير الآية (٦) من سورة "التكوير". (٣) تفسير مجاهد ص ٦٢٣، ومن طريقه الفريابي - كما في تغليق التعليق ٤/ ٣٢١. (٤) ينظر التبيان للطوسي ٩/ ٤٠١. (٥) ذكره ابن حجر في الفتح ٨/ ٦٠٢ وعزاه إلى المصنف، وينظر تفسير القرطبي ١٧/ ٦١، وتفسير ابن كثير ٧/ ٤٠٥.