قال أبو جعفرٍ ﵀: يقولُ تعالى ذِكْرُه: وفِي عادٍ أيضًا وما فعَلْنا بهم آيةٌ لهم وعبرةٌ: ﴿إِذْ أَرْسَلْنَا عَلَيْهِمُ الرِّيحَ الْعَقِيمَ﴾. يعني بالريحِ العقيمِ: التي لا تُلْقِحُ الشجرَ.
وبنحوِ الذي قُلنا في ذلك قال أهلُ التأويلِ.
ذِكرُ مَن قال ذلك
حدَّثنا ابنُ حُمَيدٍ، قال: ثنا مِهْرانُ، عن سفيانَ، عن خَصِيفٍ، عن عكرِمةَ، عن ابنِ عباسٍ، قال: الريحُ العقيمُ الريحُ الشديدةُ التي لا تُلْقِحُ شيئًا (١).
حدَّثني محمدُ بنُ سعدٍ، قال: ثنى أبي، قال: ثنى عمِّي، قال: ثنى أبي، عن أبيه، عن ابنِ عباسٍ قولَه: ﴿الرِّيحَ الْعَقِيمَ﴾. قال: لا تُلْقِحُ الشجرَ، ولا تُثيرُ السَّحابَ (٢).
حدَّثنا محمدُ بنُ عمرٍو، قال: ثنا أبو عاصمٍ، قال: ثنا عيسى، وحدَّثني الحارثُ، قال: ثنا الحسنُ، قال: ثنا ورقاءُ، جميعًا عن ابنِ أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ (٣): ﴿الرِّيحَ الْعَقِيمَ﴾. قال: ليس فيها رحمةٌ ولا نباتٌ، ولا تُلْقِحُ نباتًا (٤).
حدَّثنا ابنُ المثنَّى، قال: ثنا سليمانُ أبو داودَ، قال: أخبَرنا شعبةُ، عن مُشَاشٍ (٥)، قال: سمِعتُ الضحاكَ يقولُ في قولِه: ﴿الرِّيحَ الْعَقِيمَ﴾. قال: لا
(١) أخرجه الحاكم ٢/ ٤٦٧ من طريق سفيان به، وعزاه السيوطي في الدر المنثور ٦/ ١١٥ إلى الفريابي وابن المنذر وابن أبي حاتم. (٢) عزاه السيوطي في الدر المنثور ٦/ ١١٥ إلى المصنف. (٣) بعده في ص، م، ت ١، ت ٢، ت ٣: "هذا". (٤) تفسير مجاهد ص ٦٢٠، ومن طريقه الفريابي - كما في تغليق التعليق ٤/ ٣١٩ - ، وعزاه السيوطي في الدر المنثور ٦/ ١١٥ إلى ابن المنذر. (٥) في ص، ت ١، ت ٢، ت ٣: "مساس"، وفي م: "شاس". ينظر تهذيب الكمال ٢٨/ ٥.