يقولُ: كانوا يَقومون ويَنامون، كما قال اللَّهُ ﷿ لمحمدٍ ﷺ: ﴿إِنَّ رَبَّكَ يَعْلَمُ أَنَّكَ تَقُومُ أَدْنَى مِنْ ثُلُثَيِ اللَّيْلِ وَنِصْفَهُ﴾: فهذا نومٌ، وهذا قيامٌ، ﴿وَطَائِفَةٌ مِنَ الَّذِينَ مَعَكَ﴾: كذلك يَقومون ثُلُثًا ونِصْفًا وثُلثَيْن. يقولُ: يَنامون ويَقومون (١).
حدَّثنا ابنُ حميدٍ، قال: ثنا مِهْرانُ (٢)، عن سفيانَ، عن جَبَلَةَ بنِ سُحَيمٍ، عن ابنِ عمرَ رحمهما اللَّهُ قولَه: ﴿وَبِالْأَسْحَارِ هُمْ يَسْتَغْفِرُونَ﴾. قال: يُصلُّون (٣).
حدَّثني محمدُ بنُ عمرٍو، قال: ثنا أبو عاصمٍ، قال: ثنا عيسى، وحدَّثني الحارثُ، قال: ثنا الحسنُ، قال: ثنا ورقاءُ، جميعًا عن ابنِ أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ: ﴿وَبِالْأَسْحَارِ هُمْ يَسْتَغْفِرُونَ﴾. قال: يُصلُّون (٤).
وقال آخرون: بل عُنِي بذلك أنهم أَخَّروا الاستغفارَ من ذنوبِهم إلى السَّحَرِ.
ذكرُ مَن قال ذلك
حدَّثنا ابنُ حميدٍ، قال: ثنا مِهْرانُ، عن سفيانَ، عن يونسَ بنِ عُبيدٍ، عن الحسنِ، قال: مَدُّوا في الصلاةِ ونَشِطوا، حتى كان الاستغفارُ بسَحَرٍ (٥).
حدَّثني يونسُ، قال: أخبَرنا ابنُ وهبٍ، قال: قال ابنُ زيدٍ في قولِه: ﴿وَبِالْأَسْحَارِ هُمْ يَسْتَغْفِرُونَ﴾. قال: هُم المؤمنون. قال: وبلَغَنا أنّ يعقوبَ نبيَّ اللَّهِ
(١) ذكره أبو حيان في البحر المحيط ٨/ ١٣٦. (٢) في الأصل: "معمر". ينظر تهذيب الكمال ٢٥/ ٩٦. (٣) أخرجه عبد الرزاق في تفسيره ٢/ ٢٤٥، وابن أبي شيبة ١٣/ ٣٢٧ من طريق سفيان به، وعزاه السيوطي في الدر المنثور ٦/ ١١٣ إلى ابن المنذر وابن أبي حاتم وابن مردويه. (٤) تفسير مجاهد ص ٦١٩. (٥) تقدم في ص ٥٠٥ بسنده ومتنه.