حُدِّثتُ عن الحسينِ، قال: سمِعتُ أبا معاذٍ يقولُ: أخبَرنا عبيدٌ، قال: سمِعتُ الضحاكَ يقولُ في قولِه: ﴿كَانُوا قَلِيلًا مِنَ اللَّيْلِ مَا يَهْجَعُونَ﴾. قال اللَّهُ: ﴿إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ﴾ إلى: ﴿كَانُوا قَلِيلًا﴾. يقولُ: المحسنون كانوا قليلًا، هذه مفصولةٌ، ثم اسْتَأْنَف فقال: ﴿مِنَ اللَّيْلِ مَا يَهْجَعُونَ﴾ (٢).
وأما قولُه: ﴿يَهْجَعُونَ﴾. فإنَّه يعني: يَنامون. والهُجُوعُ النومُ.
وبنحوِ الذي قلنا في ذلك قال أهلُ التأويلِ.
ذكرُ مَن قال ذلك
حدَّثني عليٌّ، قال: ثنا أبو صالحٍ، قال: ثنا معاويةُ، عن عليٍّ، عن ابنِ عباسٍ، رحمهما اللَّهُ: ﴿كَانُوا قَلِيلًا مِنَ اللَّيْلِ مَا يَهْجَعُونَ﴾. يقولُ: يَنامون (٣).
حدَّثنا ابنُ بشارٍ، قال: ثنا [عبدُ الرحمنِ](٤)، قال: ثنا سفيانُ، عن منصورٍ، عن إبراهيمَ: ﴿كَانُوا قَلِيلًا مِنَ اللَّيْلِ مَا يَهْجَعُونَ﴾. قال: يَنامون (٥).
حدَّثنا ابنُ حميدٍ، قال: ثنا مِهْرانُ، عن سفيانَ، عن منصورٍ، عن إبراهيمَ،، مثلَه.
حُدِّثتُ عن الحسينِ، قال: سمِعتُ أبا معاذٍ، يقولُ: ثنا عبيدٌ، قال: سمِعتُ
(١) في الأصل: "ذلك". (٢) عزاه السيوطي في الدر المنثور ٦/ ١١٣ إلى المصنف وابن نصر. (٣) عزاه السيوطي في الدر المنثور ٦/ ١١٣ إلى المصنف وابن نصر وابن المنذر. (٤) في الأصل: "يحيى". (٥) تفسير سفيان ص ٢٨١، ومن طريقه ابن أبي شيبة ٢/ ٢٣٩، وابن أبي الدنيا في التهجد (٣٠٢)، وذكره المروزي في قيام الليل ص ١٠.