الحسنِ، قال: كانوا لا يَنامون مِن الليلِ إلا قليلًا.
حدَّثنا ابنُ عبدِ الأعلى، قال: ثنا ابنُ ثورٍ، عن معمرٍ في قولِه: ﴿كَانُوا قَلِيلًا مِنَ اللَّيْلِ مَا يَهْجَعُونَ﴾. قال: كان الحسنُ والزهريُّ يقولان: كانوا كثيرًا مِن الليلِ ما يُصلُّون (١).
حدَّثنا ابنُ حميدٍ، قال: ثنا جريرٌ، عن منصورٍ، عن إبراهيمَ: ﴿كَانُوا قَلِيلًا مِنَ اللَّيْلِ مَا يَهْجَعُونَ﴾. قال: ما يَنامون (٢).
وقد يجوزُ أن يكون ﴿مَا﴾ على هذا التأويلِ في موضعِ رفعٍ، ويكونُ تأويلُ الكلامِ: كانوا قليلًا من الليل هجُوعُهم، وأما مَن جعَل ﴿مَا﴾ صلةً، فإنه لا مَوْضِعَ لها، ويكونُ تأويلُ الكلامِ على مذهبِه: كانوا يَهْجَعون قليلَ الليلِ، وإذا كانت ﴿مَا﴾ صلةً كان القليلُ منصوبًا بـ ﴿يَهْجَعُونَ﴾ (٣).
وقال آخرون: بل معنى ذلك: أنهم كانوا يصلُّون العَتَمَةَ. وعلى هذا التأويلِ ﴿مَا﴾ في معنى الجَحْدِ.
ذكرُ مَن قال ذلك
حدَّثنا ابنُ بشارٍ وابنُ المثنى، قالا: ثنا محمدُ بنُ جعفرٍ، قال: ثنا شعبةُ، عن قتادةَ في قولِه: ﴿كَانُوا قَلِيلًا مِنَ اللَّيْلِ مَا يَهْجَعُونَ﴾. قال: قال رجلٌ مِن أهلِ مكةَ سمَّاه قتادةُ، قال: صلاةُ العَتَمَةِ (٤).
(١) أخرجه عبد الرزاق في تفسيره ٢/ ٢٤٣ عن معمر به. (٢) أخرجه ابن أبي شيبة ٢/ ٢٣٩ من طريق منصور به بلفظ: "ينامون". (٣) في الأصل: "ما يتهجعون"، وفي ت ٢: "يهجعون"، وفي ت ٣: "يتهجعون"، والمثبت من: م. وهذا القول هو قول الفراء في معاني القرآن ٣/ ٨٤. (٤) أخرجه ابن أبي الدنيا في التهجد (٣٠٥) من طريق محمد بن جعفر به.