عن مجاهدٍ: ﴿فِي غَمْرَةٍ سَاهُونَ﴾. قال: قلبُه في كِنانةٍ (١).
وقولُه: ﴿يَسْأَلُونَ أَيَّانَ يَوْمُ الدِّينِ﴾. يقولُ تعالى ذكرُه: يسألُ هؤلاء الخرَّاصون الذين وصَف صفتَهم: متى يومُ المجازاةِ والحسابِ، ويومُ يُدِينُ اللَّهُ العبادَ بأعمالِهم؟
كما حدَّثنا يونسُ، قال: أخبَرنا ابنُ وهبٍ، قال: قال ابنُ زيدٍ في قولِه: ﴿أَيَّانَ يَوْمُ الدِّينِ﴾. قال: الذين كانوا يَجْحَدون أنهم يُدَانون، أو يُبْعَثون.
حدَّثني محمدُ بنُ عمرٍو، قال: ثنا أبو عاصمٍ، قال: ثنا عيسي، وحدَّثني الحارثُ، قال: ثنا الحسنُ، قال: ثنا ورقاءُ، جميعًا عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ قولَه: ﴿يَسْأَلُونَ أَيَّانَ يَوْمُ الدِّينِ﴾. قال: يَقولون: متى يومُ الدين، أَوَ يكونُ يومُ الدينِ؟ (٢).
وقولُه: ﴿يَوْمَ هُمْ عَلَى النَّارِ يُفْتَنُونَ﴾. يقولُ تعالى ذكرُه: يومَ هم على نارِ جهنمَ يُفْتَنون.
واختلَف أهلُ التأويلِ في معنى قولِه: ﴿يُفْتَنُونَ﴾ في هذا الموضعِ؛ فقال بعضُهم: عنَى به أنهم يُعذَّبون بالإحراقِ بالنارِ.
ذكرُ مَن قال ذلك
حدَّثني عليٌّ، قال: ثنا أبو صالحٍ، قال: ثنى معاويةُ، عن عليٍّ، عن ابنِ عباسٍ في قولِه: ﴿يَوْمَ هُمْ عَلَى النَّارِ يُفْتَنُونَ﴾. يقولُ: يُعذَّبون (٣).
(١) تفسير مجاهد ص ٦١٨، وعزاه السيوطي في الدر المنثور ٦/ ١١٢ إلى عبد بن حميد وابن المنذر بلفظ: "كآبة". (٢) تفسير مجاهد ص ٦١٨ بزيادة: "متى الحساب"، وعزاه السيوطي في الدر المنثور ٦/ ١١٢ إلى عبد بن حميد وابن المنذر. (٣) أخرجه ابن أبي حاتم في تفسيره - كما في الإتقان ٢/ ٤٤ - من طريق أبي صالح به، وعزاه السيوطي في الدر المنثور ٦/ ١١٢ إلى ابن المنذر.