وإنما قيل للمُعْتكِفِ: مُعْتكِفٌ. مِن أجلِ مُقامِه في الموضِعِ الذي حَبَس نفسَه فيه للهِ تعالى.
ثم اخْتَلف أهلُ التأويلِ في مَن عَنَى اللهُ بقولِه: ﴿وَالْعَاكِفِينَ﴾؛ فقال بعضُهم: عَنَى به الجالسَ في البيتِ الحرامِ بغيرِ طوافٍ ولا صلاةٍ.
ذِكْرُ مَن قال ذلك
حدثنا أبو كُرَيبٍ، قال: ثنا وكيعٌ، عن أبي بكرٍ الهُذلِيِّ، عن عطاءٍ، قال: إذا كان طائفًا بالبيتِ، فهو مِن الطائفين، وإذا كان جالسًا، فهو مِن العاكفين (١).
وقال بعضُهم: العاكفون: هم المُعْتَكِفون المُجاوِرون.
ذِكْرُ مَن قال ذلك
حدثنا أحمدُ بنُ إسحاقَ، قال: ثنا أبو أحمدَ الزُّبيرىُّ، قال: ثنا شريكٌ، عن جابرٍ، عن مُجاهدٍ وعكرمةَ: ﴿طَهِّرَا بَيْتِيَ لِلطَّائِفِينَ وَالْعَاكِفِينَ﴾. قال: العاكِفون (٢) المُجاوِرون.
وقال بعضُهم: العاكفون هم أهلُ البلد الحرامِ.
ذِكْرُ مَن قال ذلك
حدثنا أبو كُرَيبٍ، قال: ثنا أبو بكرِ بنُ عياشٍ، قال: ثنا أبو حَصينٍ، عن سعيدِ ابنِ جبيرٍ في قولِه: ﴿وَالْعَاكِفِينَ﴾ قال: أهلُ البلدِ (٣).
(١) الشطر الأول تقدم في ص ٥٣٤، والشطر الثاني ذكره ابن أبي حاتم في تفسيره ١/ ٢٢٨ عقب الأثر (١٢١٢) معلقا. (٢) سقط من: م. (٣) ذكره ابن أبي حاتم في تفسيره ١/ ٢٢٨ عقب الأثر (١٢١٣) معلقا.