حدَّثني يونُسُ، قال: أخبَرنا ابن وهبٍ، قال: أخبَرنى مسلمُ بنُ خالدٍ، عن العلاءِ بن عبدِ الرحمنِ عن أبيه، عن أبي هريرةَ، أن رسولَ اللَّهِ ﷺ تلا هذه الآيةَ: ﴿وَإِنْ تَتَوَلَّوْا يَسْتَبْدِلْ قَوْمًا غَيْرَكُمْ ثُمَّ لَا يَكُونُوا أَمْثَالَكُمْ﴾. قالوا: يا رسولَ اللَّهِ، مَن هؤلاء الذين إن تَوَلَّيْنا اسْتُبْدِلوا بنا ثم لا يَكونوا أمثالَنا؟ فضرَب على فَخِذِ سلمانَ، قال:"هذا وقومُه، ولو كان الدينُ عندَ الثُّرَيَّا لَتَناوَله رجالٌ مِن الفرس") (١).
حدَّثنا أحمدُ بنُ الحسنِ الترمذيُّ، قال: ثنا عبدُ اللَّهِ بنُ الوليدِ العَدَنيُّ، قال: ثنا مسلمُ بنُ خالدٍ، عن العلاءِ، عن أبيه، عن أبي هريرةَ، قال: نزَلَت هذه الآيةُ وسلمانُ الفارسيُّ إلى جنبِ رسولِ اللَّهِ ﷺ تَحُكُّ ركبتُه ركبتَه: ﴿وَإِنْ تَتَوَلَّوْا يَسْتَبْدِلْ قَوْمًا غَيْرَكُمْ ثُمَّ لَا يَكُونُوا أَمْثَالَكُمْ﴾. قالوا: يا رسولَ اللَّهِ، ومَن الذين إن توَلَّيْنا اسْتُبْدِلوا بنا ثم لا يكونوا أمثالَنا؟ قال: فضرَب فَخِذَ سلمانَ، ثم قال:"هذا وقومُه".
وقال مجاهدٌ في ذلك ما حدَّثني محمدُ بنُ عمرٍو، قال: ثنا أبو عاصمٍ، قال: ثنا عيسى، وحدَّثنى الحارثُ، قال: ثنا الحسنُ، قال: ثنا ورقاءُ، جميعًا عن ابن أبي نَجيحٍ، عن مجاهدٍ: ﴿يَسْتَبْدِلْ قَوْمًا غَيْرَكُمْ﴾: مَن شاء (٢).
وقال آخرون: هم أهلُ اليمنِ.
(١) أخرجه ابن أبي حاتم - كما في تفسير ابن كثير ٧/ ٣٠٦ - ، والبغوى في تفسيره ٧/ ٢٩١، وفى شرح السنة (٤٠٠٠) من طريق يونس به، وأخرجه الطبراني في الأوسط (٨٨٣٨) من طريق مسلم بن خالد به، وأخرجه الترمذى (٣٢٦٠، ٣٢٦١)، والحاكم ٢/ ٤٥٨، والبيهقى في الدلائل ٦/ ٣٣٤ من طريق العلاء بن عبد الرحمن به، وعزاه السيوطي في الدر المنثور ٦/ ٦٧ إلى سعيد بن منصور وعبد بن حميد وابن المنذر وابن مردويه. (٢) تفسير مجاهد ٦٠٦، وعزاه السيوطي في الدر المنثور ٦/ ٦٧ إلى عبد بن حميد.