وذُكر لنا أن نبيَّ الله ﷺ دخَل على أهلِ الصُّفَّةِ - مكانا يجتمع فيه فقراءُ المسلمين - وهم يَرْقَعون ثيابَهم بالأَدَمِ ما يجِدون لها رقاعًا، قال:"أنتم اليومَ خيرٌ، أو يومَ يَغْدُو أحدُكم في حلَّةٍ ويروح في أُخرى، ويُغْدَى عليه بجفنةٍ ويُراح عليه بأُخرى، ويُستَرُ بيتُه كما تُسترُ الكعبةُ؟ "، قالوا: نحن يومئذ خير، قال:"بل أنتم اليومَ خيرٌ"(١).
حدثنا بشر، قال: ثنا يزيد، قال: ثنا سعيدٌ، عن قتادةَ، قال: حدثنا صاحبٌ لنا عن أبي هريرةَ، قال: إنما كان طعامنا مع النبي ﷺ الأسودين (٢)؛ الماءَ والتمرَ، واللهِ ما كُنَّا نَرى سمراءَكم (٣) هذه، ولا نَدْرى ما (٤).
قال: ثنا سعيد، عن قتادةَ، عن أبي بُرْدَةَ بن عبدِ اللَّهِ بن قيسٍ الأَشْعَريِّ، عن أبيه، قال: أي بنيَّ لو شهِدْتَنا مع رسول الله ﷺ ونحن مع نبيِّنا، إذا أصابَتنا السماءُ حسِبتَ أن ريحنا ريحُ الضَّأْنِ، إنما كان لباسُنا الصوفَ (٥).
(١) أخرجه أحمد في الزهد ص ٢٥، ٢٦، والبيهقى ٢/ ٤٤٥ من حديث طلحة النصري - وليس هو ابن عبيد الله - مرفوعًا، وأخرجه الترمذى (٢٤٧٦)، وأبو يعلى (٥٠٢) من حديث على مرفوعًا، وأخرجه البيهقي في الشعب (١٠٣٣٤) من حديث جابر مرفوعًا، وأخرجه أبو نعيم في الحلية ١/ ٣٤٠، والبيهقي في الشعب (١٠٣٣٣) عن الحسن مرسلا. (٢) في ص، ت ذ، ت ٢، ت ٣: "الأسودان". (٣) السمراء: الحنطة، النهاية ٢/ ٣٩٩. (٤) أخرجه أحمد ١٤/ ٢٩٣ (٨٦٥٣) من طريق قتادة، عن الحسن، عن أبي هريرة، وأخرجه أحمد أيضا ١٣/ ٣٤٢ (٧٩٦٢)، وابن حبان (٦٨٣، ٥٨٠٥) وغيرهما من طريق داود بن فراهيج، عن أبي هريرة. (٥) أخرجه ابن سعد ٤/ ١٠٨، وأحمد ٤/ ٤١٩ (الميمنية)، والبيهقى ٢/ ٤١٩ والخطيب ٥/ ٣٢٣ من طريق سعيد به، وأخرجه ابن أبي شيبة ٨/ ٢٢٤، وأحمد ٤/ ٤٠٧، ٤١٩ (الميمنية)، وأبو داود (٤٠٣٣)، والترمذى (٢٤٧٩)، وابن ماجه (٣٥٦٢)، والبزار (٣١٣٥)، وأبو يعلى (٧٢٦٦)، والروياني (٤٥٥)، وابن حبان (١٢٣٥)، والطبراني في الأوسط (١٩٤٦)، وابن علي ٦/ ٢٢٦٥، والحاكم ٤/ ١٨٧، وأبو نعيم في الحلية ١/ ٢٥٩، والبيهقى في الشعب (٦١٥٩) من طرق عن قتادة به، وأخرجه البزار (٣١٣٤) من طريق أبي بردة به.