حدَّثني عبيدُ بنُ آدمَ بن أبي إياسٍ، قال: ثنا أبى، قال: ثنا الليثُ، عن عُقَيلِ بن خالدٍ، عن ابن شهابٍ، عن عثمانَ بن محمدِ بن المغيرةِ بن الأَخْنَسِ، قال: قال رسولُ اللهِ ﷺ: "تُقْطَعُ الآجالُ مِن شعبانَ إلى شعبانَ، حتى إِنَّ الرجلَ ليَنْكِحُ ويُولد له وقد خرج اسمه في المَوْتى"(٢).
حدَّثني محمدُ بنُ مَعْمَرٍ، قال: ثنا أبو هشامٍ، قال: ثنا عبدُ الواحدِ، قال: ثنا عثمانُ بنُ حكيمٍ، قال: ثنا سعيدٌ بن جبيرٍ، قال: قال ابن عباسٍ: إن الرجلَ ليمشى في الناسِ وقد رُفِع (٣) في الأمواتِ. قال: ثم قرَأ هذه الآية: ﴿إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةٍ مُبَارَكَةٍ إِنَّا كُنَّا مُنْذِرِينَ (٣) فِيهَا يُفْرَقُ كُلُّ أَمْرٍ حَكِيمٍ﴾. قال: ثم قال: فيها يُفْرقُ أمرُ الدنيا من السنةِ إلى السنةِ (٤).
وأولى القولينِ في ذلك بالصوابِ قولُ من قال: ذلك ليلةُ القدرِ. لما قد تقدَّم مِن بيانِنا عن أنّ المعنِيَّ بقولِه: ﴿إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةٍ مُبَارَكَةٍ﴾. ليلةُ القدرِ. والهاءُ في قولِه: ﴿فِيهَا﴾ من ذكرِ الليلةِ المباركةِ.
وعُنِى بقولِه: ﴿فِيهَا يُفْرَقُ كُلُّ أَمْرٍ حَكِيمٍ﴾: في هذه الليلةِ المباركةِ يُقْضَى ويُفْصَلُ كُلُّ أمرٍ أَحكمه الله تعالى ذكرُه في تلك السنةِ، إلى مثلِها مِن السنةِ
(١) أخرجه عبد الرزاق في تفسيره ٢/ ٢٠٥ من طريق محمد بن سوقة بنحوه، وعزاه السيوطي في الدر المنثور ٦/ ٢٦ إلى ابن المنذر وابن أبي حاتم. (٢) أخرجه البيهقى في الشعب (٣٨٣٩) من طريق الليث به. (٣) في مصادر التخريج: "وقع". (٤) أخرجه عبد الله بن أحمد في السنة (٨٨٧)، والحاكم ٢/ ٤٤٨، ٤٤٩، والبيهقي في الشعب (٣٦٦١) من طريق عثمان بن حكيم به، وعزاه السيوطي في الدر المنثور ٦/ ٢٥ إلى عبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم.