عن [أبي أيوب، عن](١) عبدِ الله بن عمرٍو، قال: ﴿وَنَادَوْا يَامَالِكُ لِيَقْضِ عَلَيْنَا رَبُّكَ﴾. قال: فخلَّى عنهم أربعين عامًا لا يجيبهم، ثم أجابهم: ﴿إِنَّكُمْ مَاكِثُونَ﴾. قالُوا: ﴿رَبَّنَا أَخْرِجْنَا مِنْهَا فَإِنْ عُدْنَا فَإِنَّا ظَالِمُونَ (١٠٧)﴾ [المؤمنون: ١٠٧].
فخلَّى عنهم مثلي الدنيا، ثم أجابهم: ﴿اخْسَئُوا فِيهَا وَلَا تُكَلِّمُونِ﴾ [المؤمنون: ١٠٨]. قال: فوالله ما نَبَس القومُ [بعدها بكلمة](٢)، إن كان إلا الزفير والشهيق.
حدثنا بشرٌ، قال: ثنا يزيد، قال: ثنا سعيد، عن قتادة، عن أبي أيوبَ الأَزْدى، عن عبد الله بن عمرو، قال: إن أهل جهنم يدعون مالكًا أربعين عاما فلا يجيبهم، ثم يقولُ: ﴿إِنَّكُمْ مَاكِثُونَ﴾، ثم ينادون ربهم: ﴿رَبَّنَا أَخْرِجْنَا مِنْهَا فَإِنْ عُدْنَا فَإِنَّا ظَالِمُونَ (١٠٧)﴾. فيدَعُهم أو يخلّى عنهم مثل الدنيا، ثم يَردُّ عليهم: ﴿اخْسَئُوا فِيهَا وَلَا تُكَلِّمُونِ﴾. قال: فما نَبَس القومُ بعد ذلك بكلمة، إن كان إلا الزفير والشهيق في نار جهنم (٣).
حدثنا ابن حميد، قال: ثنا حَكّام، عن عمرو، عن عطاء، عن الحسن، عن نَوْفٍ: ﴿وَنَادَوْا يَامَالِكُ لِيَقْضِ عَلَيْنَا رَبُّكَ﴾. قال: يتركهم مائة سنة مما تعدون، ثم ناداهم، فاستجابوا له، فقال: ﴿إِنَّكُمْ مَاكِثُونَ﴾ (٤).
حدثنا محمد، قال: ثنا أحمد، قال: ثنا أسباط، عن السدي في قوله:
(١) سقط من: ص، م، ت ١، ت ٢، ت ٣. وهو أبو أيوب المراغى الأزدي، واسمه يحيى - ويقال: حبيب - بن مالك. تنظر ترجمته في تهذيب الكمال ٣٣/ ٦٠. (٢) في ص، م، ت ١، ت ٢، ت ٣: "بعد الكلمة". (٣) أخرجه البيهقى في البعث والنشور (٦٤٩) من طريق يزيد به، وأخرجه ابن أبي شيبة ١٣/ ١٥٢، ١٥٣، وابن أبي الدنيا في صفة النار (١٦٨) من طريق سعيد به. (٤) ذكره الطوسي في التبيان ٩/ ٢١٥.