عن عليٍّ، عن ابن عباس في قوله: ﴿وَقَلِيلٌ مَا هُمْ﴾. يقولُ: وقليلٌ الذين هم (١).
حدَّثني يونسُ، قال: أخبرنا ابن وهب، قال: قال ابنُ زيدٍ في قوله: ﴿إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَقَلِيلٌ مَا هُمْ﴾. قال: قليلٌ مَن يَتَّقى (٢).
فعلى هذا التأويل الذى تَأَوَّله ابنُ عباس، مَعْنَى الكلام: إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحاتِ، وقليلٌ الذين هم كذلك. بمَعْنَى: الذين لا يَبغِى بعضُهم على بعضٍ، و"ما" على هذا القول بمعنى "مَنْ".
وقوله: ﴿وَظَنَّ دَاوُودُ أَنَّمَا فَتَنَّاهُ﴾. يقولُ: وعلم داود أنما ابتَلَيناه.
كما حدَّثنا بشرٌ، قال: ثنا يزيدُ، قال: ثنا سعيدٌ، عن قتادةَ: ﴿وَظَنَّ دَاوُودُ﴾: علم داود (٣).
حدَّثني يعقوب بن إبراهيم، قال: ثنا ابنُ عُلَيَّةَ، عن أبى رجاءٍ، عن الحسن: ﴿وَظَنَّ دَاوُودُ (٤) أَنَّمَا فَتَنَّاهُ﴾. قال: ظَنِّ أَنمَا [ابْتُغِي بذلك](٥)(٦).
حدَّثني علىٌّ، قال: ثنا أبو صالحٍ، قال: ثني معاويةُ، عن علىٍّ، عن ابنِ عباسٍ: ﴿وَظَنَّ دَاوُودُ أَنَّمَا فَتَنَّاهُ﴾: اخْتبَرْناه (٧).
(١) عزاه السيوطى فى الدر المنثور ٥/ ٣٠٣ إلى المصنف وابن المنذر وابن أبي حاتم. (٢) فى م: "لا يبغى". (٣) عزاه السيوطى فى الدر المنثور ٥/ ٣٠٣ إلى المصنف. (٤) بعده في ت ٢: "وعلم داود". (٥) فى م: "ابتلى بذاك"، وفى ص، ت ١: "ابتغي بذاك". والمثبت موافق لما فى مخطوطة الدر المنثور. (٦) بعده في م: "حدَّثنى على قال ثنا أبو صالح قال ثنى معاوية عن علي ابن عباس: ﴿وَظَنَّ دَاوُودُ أَنَّمَا فَتَنَّاهُ﴾. قال: ظن أنما ابتلى بذاك". وأثر الحسن هذا، عزاه السيوطى فى الدر المنثور ٥/ ٣٠٣ إلى المصنف، ووقع في مطبوعة الدر المنثور: "قتادةَ" مكان "الحسن"، ووقع في لفظ مطبوعته كذلك: "ابتلى"، وجاء هذان على الصواب في مخطوطته. (٧) أخرجه ابن أبي حاتم في تفسيره -كما في تغليق التعليق ٤/ ٣١ - من طريق أبي صالح به، وعزاه السيوطى فى الدر المنثور ٥/ ٣٠٣ إلى ابن المنذر.