وهذا مَثَلٌ ضرَبه الخَصْمُ المُتسَوِّرُونَ على داودَ مِحْرابَه له؛ وذلك أن داودَ كانت له -فيما قيل- تسعٌ وتسعون امرأةً، وكانت للرجلِ الذى أغْزاه حتى قُتِل امرأةٌ واحدةٌ، فَلَمَّا قُتِل نكَح -فيما ذُكر- داودُ امرأتَه، فقال له أحدُهما: إن هذا أخى (١): على ديني.
كما حدَّثنا ابنُ حُمَيدٍ، قال: ثنا سَلَمةُ، عن ابن إسحاقَ، عن بعضِ أهلِ العلمِ، عن وهبِ بن مُنَبِّهٍ: ﴿إِنَّ هَذَا أَخِي﴾. أى: على ديني، ﴿لَهُ تِسْعٌ وَتِسْعُونَ نَعْجَةً وَلِيَ نَعْجَةٌ وَاحِدَةٌ﴾.
وذُكر أن ذلك فى قراءةِ عبدِ اللهِ:(إِنَّ هذا أخي (٢) له تسعٌ وتسعونَ نعجة أُنْثَى). وذلك على سبيلِ توكيدِ العربِ الكلمةَ، كقولِهم: هذا رجلٌ ذكرٌ. ولا يَكادون أن يفعَلوا ذلك إلا فى المؤنثِ والمذكرِ الذي تذكيره وتأنيثُه في نفسه؛ كالمرأةِ والرجل والناقة، ولا يكادون أن يقولوا: هذه دارٌ أُنثى، و: مِلْحَفَةٌ أُنثَى. لأن تأنيثها في اسمها لا في معناها. وقيل: عُنى بقوله: أُنثى. أنها حَسَنةٌ (٣).
ذكرُ مَن قال ذلك
حُدِّثْتُ عن المُحاربيِّ، عن جُويبرٍ، عن الضحاكِ:(إن هذا أخي له تسعٌ وتسعونَ نعجةً أُنْثَى)؛ يَعْنى بتَأْنيثها حُسْنَها.
(١) بعده في م: "يقول: أخى". (٢) بعده فى معانى القرآن ٢/ ٤٠٣، ومختصر الشواذ ص ١٣٠، وتفسير القرطبى ١٥/ ١٧٤: "كان". وقراءة عبد الله هذه شاذة. (٣) ينظر معانى القرآن ٢/ ٤٠٣، ٤٠٤.