وقوله: ﴿إِذْ تَسَوَّرُوا الْمِحْرَابَ﴾. يقولُ: دخَلوا عليه مِن غيرِ بابِ المحراب، والمحرابُ مُقَدَّمُ كلِّ مجلس وبيتٍ وأَشْرَفُه.
وقوله: ﴿إِذْ دَخَلُوا عَلَى دَاوُودَ﴾؛ فكَرَّر "إذ" مرَّتَيْن. وكان بعضُ أهل العربيةِ يقولُ فى ذلك (٤): قد يكونُ معناهما كالواحدِ؛ كقولِك: ضَرَبْتُكَ إِذ دَخَلْتَ عليَّ إذ اجْتَرَأْت. فيكون الدخولُ هو الاجتراءَ، ويكونُ (٥) أن تجعلَ إحداهما على مذهبِ "لمَّا"، فكأنه قال: إذ تَسَوَّروا المحرابَ لمَّا دخلوا. قال: وإن شئت جعلت "لمَّا" في الأول. فإذا كان "لمَّا" أولاً أو (٦) آخرًا، فهى بعد صاحبتها (٧)، كما تقولُ: أعطيتُه لما سألني. فالسؤال قبلَ الإعطاءِ فى تقدُّمِه وتأخُّرِه.
وقوله: ﴿فَفَزِعَ مِنْهُمْ﴾. يقول القائلُ: وما كان وجهُ فزعِه منهما وهما خَصْمان؟
= والمؤنث بلفظ واحد. والسَّفْر: جمع سافر وهو المسافر. يقال: رجلٌ سفرٌ وقوم سَفْرٌ. ينظر لسان العرب (ز و ر)، (س ف ر). (١) شرح ديوان لبيد ص ١٩، ومجاز القرآن ٢/ ١٨٠، ولسان العرب (خ ص م)، والبحر المحيط ٧/ ٣٩١. (٢) في ص: "يعدون الدحول"، وفى ت ١: "يعدون الذخول"، وفى ت ٢، ت ٣ واللسان والبحر المحيط: "يعدون الدخول". والذحول: جمع ذَحْل، وهو الثأر. ينظر لسان العرب (ذ ح ل). (٣) القروم: جمع قَرْم. وهو فحل الإبل. وغيارى: جمع غَيْران؛ من الغَيْرَة وهى الحمية والأنفة. والأزهر: الأبيض، من الزُّهرة وهى البياض. والمُصْعَب: الصعب غير المُنقاد ولا الذّلُول. يشير به هنا إلى شدته. وقوله: "كل أزهر مصعب" كأنه قال: أعنى … إلخ. ينظر لسان العرب (ق ر م)، (غ ي ر)، (ز هـ ر)، (ص ع ب)، شرح الديوان ص ١٩ وحاشية محققه. (٤) ينظر معانى القرآن للفراء ٢/ ٤٠١. (٥) يكون هنا بمعنى "يَجُوز". (٦) في ت ١، ومعانى القرآن: "و". والمثبت هنا هو المتوجِّه. (٧) يعني بصاحبتها: إذ.