واختلَف أهل التأويل في معنى قوله: ﴿مَّا لَهَا مِن فَوَاقٍ﴾؛ فقال بعضُهم: يعنى بذلك: ما لتلك الصيحة من ارتدادٍ ولا رجوعٍ.
ذكرُ مَن قال ذلك
حدَّثني عليٌّ، قال: ثنا عبدُ اللهِ، قال: ثني معاويةُ، عن عليٍّ، عن ابنِ عباسٍ: ﴿مَّا لَهَا مِن فَوَاقٍ﴾. يقولُ: مِن تَرْدادٍ (٢).
حدَّثني محمدُ بنُ سعدٍ، قال: ثنى أبي، قال: ثنى عمي، قال: ثنى أبي، عن أبيه، عن ابن عباسٍ: ﴿مَّا لَهَا مِن فَواقٍ﴾. يقولُ: ما لها من رجعةٍ (٣).
حدَّثني محمد بنُ عمرٍو، قال: ثنا أبو عاصمٍ، قال: ثنا عيسى، وحدَّثني الحارثُ، قال: ثنا الحسنُ، قال: ثنا ورقاءُ، جميعًا عن ابنِ أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ قولَه: ﴿مَّا لَهَا مِن فَواقٍ﴾. قال: من رجوعٍ (٤).
حدَّثنا بشرٌ، قال: ثنا يزيد، قال: ثنا سعيدٌ، عن قتادةَ: ﴿مَا لَهَا مِن فَواقٍ﴾. يعنى الساعةَ، ما لها من رجوعٍ [ولا مَثْنَويَّةٍ](٥) ولا ارتدادٍ (٦).
(١) تقدم تخريجه في ٣/ ٦١٣. (٢) أخرجه ابن أبي حاتم - كما في الإتقان ٢/ ٤٠ - من طريق عبد الله بنُ صالح به. (٣) عزاه السيوطي في الدر المنثور ٥/ ٢٩٧ إلى المصنف وابن المنذر وابن أبي حاتم. (٤) تفسير مجاهد ص ٥٧٢. ومن طريقه الفريابي، كما في تغليق التعليق ٤/ ٢٩٦. وعزاه السيوطي في الدر المنثور ٥/ ٢٩٧ إلى عبد بنُ حميد. (٥) سقط من: م. ومثنوية: يقال: حلف فلان يمينا ليس فيها ثُنْيا ولا ثَنْوَى ولا ثنية ولا مثنوية ولا استثناء، كله واحد. وأصل هذا كله من الثنى والكف والرد. ينظر لسان العرب (ث ن ى). (٦) أخرجه عبد الرزاق في تفسيره ٢/ ١٦١ عن معمر عن قتادةَ مختصرًا، وعزاه السيوطي في الدر المنثور ٥/ ٢٩٧ إلى عبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم. وتقدم أوله ص ٢٩.