هذا الموضعِ؛ فقال بعضُهم: كان ذلك القرينُ شيطانًا، وهو الذي كان يقولُ:
﴿أَإِنَّكَ لَمِنَ الْمُصَدِّقِينَ﴾ بالبعث بعد المماتِ؟
ذكرُ مَن قال ذلك
حدَّثني محمدُ بنُ عمرٍو، قال: ثنا أبو عاصمٍ، قال: ثنا عيسى، وحدَّثنى الحارثُ، قال: ثنا الحسنُ، قال: ثنا ورقاءُ، جميعًا عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ في قولِ اللهِ: ﴿إِنِّي كَانَ لِي قَرِينٌ﴾. قال: شيطانٌ (١).
وقال آخرون: كان ذلك القرينُ شريكًا كان له من بنى آدم، أو صاحبًا.
ذكرُ مَن قال ذلك
حدَّثني محمدُ بنُ سعدٍ، قال: ثني أبي، قال: ثني عمي، قال: ثني أبي، عن أبيه، عن ابن عباسٍ قولَه: ﴿قَالَ قَائِلٌ مِنْهُمْ إِنِّي كَانَ لِي قَرِينٌ (٥١) يَقُولُ أَإِنَّكَ لَمِنَ الْمُصَدِّقِينَ﴾. قال: هو الرجلُ المشرِكُ يكون له الصاحب في الدنيا من أهل الإيمانِ، فيقولُ له المشرك: إنك لتُصَدِّقُ بأنك مبعوثٌ من بعد الموت، أئذا كنا ترابًا؟! فلما صاروا إلى الآخرة، وأُدخل المؤمن الجنة، وأُدخل المشرك النار، فاطَّلَع المؤمنُ فرأى صاحبه في سَواءِ الجحيم قال: ﴿تَاللَّهِ إِنْ كِدْتَ لَتُرْدِينِ﴾ (٢).
حدَّثني إسحاق بن إبراهيم بن حبيب بنِ الشهيد، قال: حدَّثنا عتَّابُ (٣) بنُ
(١) تفسير مجاهد ص ٥٦٨، ومن طريقه الفريابي -كما في تغليق التعليق ٤/ ٢٩٣ - وعزاه السيوطي في الدر المنثور ٥/ ٢٧٥ إلى عبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم. (٢) ذكره ابن كثير في تفسيره ٧/ ١٢ مختصرًا. (٣) في ت ١: "غياث". ينظر تهذيب الكمال ١٩/ ٢٨٦.