والذى عنَى اللهُ تعالى ذكرُه بقولِه: ﴿فَقَدْ ضَلَّ سَوَاءَ السَّبِيلِ﴾: فقد ذهَب عن سواءِ السبيلِ وجارَ عنه.
وأمَّا تأويلُ قولِه: ﴿سَوَاءَ السَّبِيلِ﴾. فإنه يعنى بالسواءِ القصدَ والمَنْهَجَ. وأصلُ السواءِ الوَسَطُ. ذُكِر عن عيسى بنِ عُمرَ النحوىِّ أنه قال: مازِلْتُ أكتُبُ حتى انْقَطعَ سَوَائى. يعنى: وَسَطى. وقال حسَّانُ بنُ ثابتٍ (٤):
يعنى بالسواءِ: الوسَطَ. والعربُ تقولُ (٥): فى سواءِ الليلِ (٦). يعنى: فى مُسْتَوى الليْلِ (٦). وسواءُ الأرضِ مستواها عندَهم.
وأمَّا "السبيل"، فإنها الطريقُ المسبولُ، صُرِف مِن مسبولٍ إلى سبيلٍ.
(١) شرح ديوانه ص ٣٩٢. (٢) فى م: "أكبر". (٣) الأتى: السيل لا يدرى من أين أتى. اللسان (أ ت ى). (٤) البيت فى الأضداد ص ٤٢، ومجاز القرآن ١/ ١٥٧. وسيأتى البيت فى تفسير الآية ٥٨ من سورة الأنفال. (٥) بعده فى م، ت ١، ت ٢، ت ٣: "هو". (٦) فى م، ت ١، ت ٢، ت ٣: "السبيل".