وقال آخرون: نأتِ بخيرٍ مِن التى نَسَخْناها، أو بخيرٍ مِن التى تَرَكْناها فلم نَنْسَخْها.
ذِكْرُ مَن قال ذلك
حدَّثنى موسى، قال: حدَّثنا عمرٌو، قال: حدَّثنا أسباطُ، عن السدىِّ: ﴿نَأْتِ بِخَيْرٍ مِنْهَا﴾. يقولُ: نأتِ بخيرٍ مِن التى نَسَخْناها، ﴿أَوْ مِثْلِهَا﴾ أو مثلِ التى تَركْناها (١).
فالهاءُ والألفُ اللتان في: ﴿مِنْهَا﴾ عائدتان -على هذه المقالةِ- على الآيةِ في قولِه: ﴿مَا نَنْسَخْ مِنْ آيَةٍ﴾. والهاءُ والألفُ اللتان في قول: ﴿أَوْ مِثْلِهَا﴾ عائدتان على الهاءِ والألفِ اللتين في قولِه: ﴿أَوْ نُنْسِهَا﴾.
وقال آخرون بما حدَّثنى به المثنَّى، قال: حدَّثنا أبو حذيفةَ، قال: حدَّثنا شِبْلٌ، عن ابنِ أبى نجيحٍ، عن مجاهدٍ، قال: كان عُبيدُ بنُ عُميرٍ يقولُ: ﴿نُنْسِهَا﴾: نرفعْها مِن عندِكم، فنأْتى (٢) بمثلِها أو خيرٍ منها (٣).
حدَّثنى المثنَّى، قال: حدّثنا إسحاقُ، قال: حدَّثنا ابنُ أبى جعفرٍ، عن أبيه، عن الربيعِ: ﴿أَوْ نُنْسِهَا﴾: نَرْفعْها، نأتِ بخيرٍ منها أو بمثلِها (٤).
وحدَّثنى المثنى، قال: حدَّثنا إسحاقُ، قال: حدَّثنا بكرُ بنُ شرودٍ، عن ابنِ أبى نَجيحٍ، عن مجاهدٍ، عن أصحابِ ابنِ مسعودٍ مثلَه.
(١) أخرجه ابن أبى حاتم في تفسيره ١/ ٢٠١ (١٠٦٩) عن أبي زرعة، عن عمرو بن حماد به. (٢) في م: "نأت". (٣) تفسير مجاهد ص ٢١٠، ٢١١، ومن طريقه ابن أبي حاتم في تفسيره ١/ ٢٠١ (١٠٦٤)، والبيهقى في الأسماء والصفات (٤٨٧) عن ابن أبي نجيح عن عبيد بن عمير. (٤) تقدم تخريجه في ص ٣٩٣.