بالمؤمنين به مِن أنفسِهم، أن يَحْكُمَ فيهم بما يَشاءُ مِن حكمٍ، فيَجوزَ ذلك عليهم.
كما حدَّثني يونُسُ، قال: أخبرنا ابن وهبٍ، قال: قال ابن زِيدٍ: ﴿النَّبِيُّ أَوْلَى بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنْفُسِهِمْ﴾: كما أنت أولى بعبدِك، ما قضَى فيهم مِن أمرٍ جاز؛ كما كلما قضَيْتَ على عبدِك جاز (١).
حدَّثني محمدُ بن عمرٍو، قال: ثنا أبو عاصمٍ، قال: ثنا عيسى، وحدَّثنى الحارثُ، قال: ثنا الحسنُ، قال: ثنا ورقاءُ، جميعًا عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ: ﴿النَّبِيُّ أَوْلَى بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنْفُسِهِمْ﴾. قال: هو أبٌ لهم (٢).
حدَّثنا محمدُ بن المثنى، قال: ثنا عثمانُ بنُ عمرَ، قال: ثنا فُلَيْحٌ، عن هلالِ بن عليٍّ، عن عبدِ الرحمنِ بن أبي عَمْرةً، عن أبي هريرةَ، أن رسولَ اللهِ ﷺ قال: "ما مِن مؤمنٍ إلا وأنا أَولى الناسِ به في الدنيا والآخرةِ، اقْرَءُوا إِن شَئْتُم: ﴿النَّبِيُّ أَوْلَى بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنْفُسِهِمْ﴾، وأيُّما مؤمنٍ ترَك مالًا فلورثتِه وعَصَبتِه من كانوا، وإن ترَك دَيْنًا أو ضَياعًا فلْيَأْتِنى وأنا مولاه (٣).
حدَّثنا ابن وكيعٍ، قال: ثنا الحسين (٤) بنُ عليٍّ، عن أبي موسى إسرائيلَ بن
(١) ذكره البغوي في تفسيره ٦/ ٣١٨. (٢) تفسير مجاهد ص ٥٤٦، وعزاه السيوطي في الدر المنثور ٥/ ١٨٣ إلى الفريابي وابن أبي شيبة وابن المنذر وابن أبي حاتم. (٣) أخرجه أحمد ١٤/ ١٤٢ (٨٤١٨)، والبخارى (٢٣٩٩، ٤٧٨١)، وابن أبي حاتم - كما في تفسير ابن كثير ٦/ ٣٨١ - ، والبيهقى ٦/ ٢٣٨، والبغوى في تفسيره ٦/ ٣١٩، من طريق فليح به، وعزاه السيوطي في الدر المنثور ٥/ ١٨٢ إلى ابن مردويه. (٤) في النسخ: "حسن". والمثبت هو الصواب. وقد تقدم في ٨/ ٥١٩، وينظر تهذيب الكمال ٦/ ٤٤٩.