وقوله: ﴿قُلْ يَوْمَ الْفَتْحِ [لَا يَنْفَعُ الَّذِينَ كَفَرُوا إِيمَانُهُمْ](١)﴾. يقولُ لنبيه محمد ﷺ: قل يا محمد لهم يوم الحكم ومجيء العذابِ: لا ينفعُ مَن كفر بالله وبآياته إيمانهم الذي يُحدِثونه في ذلك الوقتِ.
كما حدثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهب، قال: قال ابن زيد في قوله: ﴿قُلْ يَوْمَ الْفَتْحِ لَا يَنْفَعُ الَّذِينَ كَفَرُوا إِيمَانُهُمْ﴾. قال: يوم الفتح، إذا جاء العذاب.
حدثني محمد بن عمرو، قال: ثنا أبو عاصم، قال: ثنا عيسى، وحدثني الحارث، قال: ثنا الحسن، قال: ثنا ورقاء، جميعًا عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهد: ﴿يَوْمَ الْفَتْحِ﴾: يومَ القيامة (٢).
ونُصِب اليوم في قوله: ﴿قُلْ يَوْمَ الْفَتْحِ﴾. ردًّا على "متى"، وذلك أن "متى" في موضع نصب. ومعنى الكلام: أنَّى حين هذا الفتح إن كنتم صادقين؟! ثم قيل: يوم كذا وبه قرأ القرأة.
وقوله: ﴿وَلَا هُمْ يُنْظَرُونَ﴾. يقولُ: ولا هم يُؤخَّرون للتوبة والمراجعة.
وقوله: ﴿فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ وَانْتَظِرْ إِنَّهُمْ مُنْتَظِرُونَ﴾. يقولُ لنبيِّه محمد ﷺ: ﴿فَأَعْرِضْ﴾ يا محمد عن هؤلاء المشركين بالله، القائلين لك: متى هذا الفتح؟ المستعجليك بالعذاب، ﴿وَانْتَظِرْ﴾ ما الله صانع بهم، ﴿إِنَّهُمْ مُنْتَظِرُونَ﴾. يقولُ: إن المشركين منتظرون (٣) ما تعِدُهم (٤) من العذاب ومجيء الساعة.
(١) سقط من: ص، م، ت ٢. (٢) عزاه السيوطي في الدر المنثور ٥/ ١٧٩ إلى الفريابي وابن أبي شيبة وابن المنذر وابن أبي حاتم. وذكره الطوسي في التبيان ٨/ ٢٨٠، والقرطبي في تفسيره ١٤/ ١١١. (٣) في ت ٢: "ينتظرون". (٤) في ص، ت ١، ت ٢: "يعدهم".