لَوْ قُلْتَ ما في قَوْمِها لَمْ تِيثَمِ (٢) … يَفْضُلُها في حَسَبٍ وميسَم (٣)
وقال: يريدُ: ما في قومِها أحدٌ.
وقال بعضُ نحويِّي الكوفيين (٤): إذا أظهرت "أن" فهي في موضع رفعٍ؛ كما قال: ﴿وَمِنْ ءَايَاتْهِ خَلْقُ السَّمَاوَاتِ﴾، و ﴿مَنَامُكُم﴾. فإذا حذفت جُعِلت ﴿مِن﴾ مؤدّية عن اسم متروكٍ، يكون الفعل صلة له (٥)، كقولِ الشاعرِ (٦):
كأنه أراد: فمنهما ساعةٌ أموتُها، وساعة أعيشُها، وكذلك: ومن آياته يُريكم آية للبرقِ (٧)، وآيةً لكذا. وإن شئتَ أردتَ: ويُريكم من آياتِه البرقَ. فلا تُضْمَرُ "أنْ" ولا غيرُه.
وقال بعضُ مَن أنكر قولَ البصريِّ: إنما ينبغى أن تُحذفَ "أنْ" من الموضعِ الذى يدلُّ على حذفِها، فأما في كلِّ موضعٍ فلا، فأما مع:"أَحْضُرَ الوغى"(٨)، فلما
(١) سقط من: ص، م، ت ١. والقائل هو حكيم بن مُعَيةَ الرَّبَعى. والبيت في معانى القرآن للفراء ١/ ٢٧١، والكتاب لسيبويه ٢/ ٣٤٥، وخزانة الأدب ٥/ ٦٢. (٢) أي: تأثم. على لغة بني أسد؛ يكسرون حروف المضارعة إلا الياء للكراهة، تم تحولت الألف بعد تخفيف همزها إلى ياء المناسبة كسرة حروف المضارعة. وينظر خزانة الأدب ٥/ ٦٣. (٣) الحسب: ما يعده الإنسان من مفاخره، وأراد به الشرف النسبى وهو شرف الآباء وأراد بالميسم الشرف الذاتي، فإن الميسم الحسن والجمال، من الوسم وهو الحسن. ا هـ خزانة الأدب ٥/ ٦٤. (٤) معانى القرآن للفراء ٢/ ٣٢٣. (٥) سقط من: م، ت ٢. (٦) هو تميم بن أبي بن مقبل، والبيت في ديوانه ص ٢٤. (٧) في النسخ: "البرق". وأثبتناه كالفراء فهذا نص كلامه، وقد قيل بعد: "وآية لكذا". فلينتبه. (٨) بعده في ت ٢: "فلا".