فأعلمهم بذلك تعالى، أن الذين آمنوا وعملوا الصالحاتِ، من المنظر الأنيقِ، واللذيذِ من الأرابيح، والعيشِ الهنيِّ، فيما يُحبون، ويُسَرُّون به، ويُغبَطون عليه. والحَبَّرةُ عند العرب: السرورُ والغبْطَةُ. قال العجاج (٢):
واختلَف أهل التأويل في معنى ذلك؛ فقال بعضهم: معنى ذلك: فهُم في روضة يُكرمون.
ذكرُ مَن قال ذلك
حدَّثنى عليٌّ، قال: ثنا أبو صالحٍ، قال: ثني معاوية، عن عليٍّ، عن ابن عباسٍ قوله: ﴿فَهُمْ فِي رَوْضَةٍ يُحْبَرُونَ﴾. قال: يُكرمون (٤).
وقال آخرون: معناه: يُنعَّمون.
ذكرُ مَن قال ذلك
حدَّثني محمدُ بن عمرٍو، قال: ثنا أبو عاصمٍ، قال: ثنا عيسى، وحدَّثني الحارثُ، قال: ثنا الحسنُ، قال: ثنا ورقاءُ، جميعًا عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ
(١) الأصل: جمع أصيل، وهو العشى. اللسان (أ ص ل). (٢) ديوانه ص ٤. (٣) قال شارحه: الحبر: السرور، وقوله: "موالى الحق": أي أولياء الحق. وقوله: "إن المولى شكر". قال: هذا بمنزلة قولك: قد أعطاك الله خيرا إن شكرت، أي فاشكر. الديوان الموضع السابق. (٤) ذكره القرطبي في تفسيره ١٤/ ١٢، والبغوى ٦/ ٢٦٤، وأبو حيان ٧/ ١٦٥.