يقولُ تعالى ذكره: فصدَّق إبراهيم خليلَ اللهِ لوطٌ، ﴿وَقَالَ إِنِّي مُهَاجِرٌ إِلَى رَبِّي﴾. يقولُ: وقال إبراهيمُ: إنى مُهاجِرٌ دارَ قومى ﴿إِلَى رَبِّي﴾، إلى الشامِ.
وبنحوِ الذي قلنا في ذلك قال أهلُ التأويلِ.
ذِكرُ مَن قال ذلك
حدَّثني محمدُ بنُ سعدٍ، قال: ثني أبي، قال: ثني عمى، قال: ثني أبي، عن أبيه، عن ابنِ عباسٍ قولَه: ﴿فَآمَنَ لَهُ لُوطٌ﴾. قال: صدَّق لوطٌ، ﴿وَقَالَ إِنِّي مُهَاجِرٌ إِلَى رَبِّي﴾. قال: هو إبراهيمُ (١).
حدَّثنا بشرٌ، قال: ثنا يزيدُ، قال: ثنا سعيدٌ، عن قتادةَ قولَه: ﴿فَآمَنَ لَهُ لُوطٌ﴾. أى: فصدَّقه لوطٌ، ﴿وَقَالَ إِنِّي مُهَاجِرٌ إِلَى رَبِّي﴾. قال: هاجَرا جميعًا مِن كُوثَى، وهى مِن سَوادِ الكوفةِ إلى الشامِ. قال: وذُكر لنا أن نبيَّ اللهِ ﷺ كان يقولُ: "إنَّها سَتَكُونُ هِجْرةٌ بعدَ هِجْرةٍ، يَنْحازُ أهلُ الأَرضِ إِلى مُهاجَرِ إبراهيمَ، ويَبْقَى فى الأرضِ شِرارُ أهْلِها، حتى تَلْفِظُهم وتَقْذَرَهم، وتَحْشُرَهم النارُ مع القِرَدةِ والخنازيرِ"(٢).
حدَّثني يونسُ، قال: أخبَرنا ابنُ وَهْبٍ، قال: قال ابنُ زيدٍ في قولِه: ﴿فَآمَنَ لَهُ لُوطٌ﴾. قال: صدَّقه لوطٌ، صدَّق إبراهيمَ. قال: أرأيتَ المؤمنين، أليس آمنوا
(١) أخرجه ابن أبي حاتم في تفسيره ٩/ ٣٠٥٠ عن محمد بن سعد به، وعزاه السيوطي في الدر المنثور ٥/ ١٤٤ إلى ابن المنذر. (٢) أخرجه ابن أبي حاتم في تفسيره ٩/ ٣٠٥٠ من طريق يزيد به، وعزاه السيوطى في الدر المنثور ٥/ ١٤٣ إلى عبد بن حميد وابن المنذر.