حدَّثنا عليُّ بنُ موسى وابنُ بشَّارٍ، قالا: ثنا أبو داودَ، قال: أخبَرنا عمرانُ القَطَّانُ، قال: ثنا أبو حمزة، عن ابن عباس في قوله: ﴿وَلَمَّا وَرَدَ مَاءَ مَدْيَنَ﴾.
قال عليُّ بنُ موسى: قال: مثلُ [ماءِ جَوْبِكُم](٢) هذا. يعنى المُحدثة (٣). وقال ابن بشارٍ: مثلُ مُحدَثتِكم هذه. يعنى: جَوْبِكم (٤) هذا.
وقولُه: ﴿وَوَجَدَ مِنْ دُونِهِمُ امْرَأَتَيْنِ تَذُودَانِ﴾. يقولُ: ووجد من دونِ الأُمَّةِ الناسِ الذين هم على الماء، امرأتين تذودان. يعني بقوله: ﴿تَذُودَانِ﴾: تحبِسان غَنمَهما، يقالُ منه: ذاد فلانٌ غَنمَه وماشيتَه. إذا أراد شيءٌ من ذلك يَشِذُّ ويذهَبُ، فردَّه ومنَعه، يذودُها ذَوْدًا. وقال بعضُ أهل العربية من الكوفيِّين (٥): لا يجوزُ أن يُقالَ: ذدتُ الرجلَ. بمعنى: حبستُه، إنما يُقال ذلك للغنم والإبل. وقد رُوى عن النبيِّ ﷺ أنه قال:"إنى لبِعُقْرِ حَوْضِى أذُودُ النَّاسَ عَنْهُ بعصاى"(٦). فقد جعل الذَّودَ ﷺ في الناسِ. ومنَ الذَّودِ قولُ سُوَيدِ بن كُراعٍ (٧):
(١) أخرجه ابن أبي حاتم في تفسيره ٩/ ٢٩٦٢ من طريق سلمة به. (٢) في ت ١، ت ٢: "ما حدثكم". والجوب: الفجوة بين البيوت يجتمع فيها الماء. ينظر تاج العروس (ج و ب). (٣) في ت ٢: "المحاقة". (٤) في م: "جوابكم". (٥) هو الفراء في معاني القرآن ٢/ ٣٠٥. (٦) أخرجه أحمد ٥/ ٢٨٠ - ٢٨٣ (الميمنية)، ومسلم (٢٣٠١/ ٣٧) من حديث ثوبان ﵁. (٧) مجاز القرآن ٢/ ١٠١، والشعر والشعراء ٢/ ٦٣٥، والبيان والتبيين ٢/ ١٢. (٨) في الشعر والشعراء، والبيان والتبيين: "أصادى". وعليها لا شاهد فيه.