حدَّثنا أبو كريبٍ، قال: ثنا عثمانُ بنُ سعيدٍ، قال: ثنا بشرُ بنُ عُمارةَ، عن أبى رَوْقٍ، عن الضحاكِ، عن ابنِ عباسٍ: ﴿وَلَقَدْ أَنْزَلْنَا إِلَيْكَ آيَاتٍ بَيِّنَاتٍ﴾. يقولُ: فأنت تَتلوه عليهم وتُخبرُهم به غُدوةً وعشيةً وبينَ ذلك، وأنت عندَهم أمىٌّ لم تقرَأْ كتابًا، وأنت تُخبرُهم بما فى أيديهم على وجهِه، يقولُ اللهُ: ففى ذلك لهم عبرةٌ وبيانٌ، وعليهم حجةٌ لو كانوا يعلمون (١).
وحدَّثنا ابنُ حميدٍ، قال: ثنا سلمةُ، قال: ثنا ابنُ إسحاقَ، قال: حدَّثنى محمدُ بنُ أبى محمدٍ مولى زيدِ بنِ ثابتٍ، عن عكرمةَ مولى ابنِ عباسٍ، أو (٢) عن سعيدِ ابنِ جبيرٍ، عن ابنِ عباسٍ، قال: قال [ابنُ صُورِيَا](٣) الفِطْيَوْنى (٤) لرسولِ اللهِ ﷺ: يا محمدُ، ما جئْتَنا بشيءٍ نعرِفُه، وما أنزَل اللهُ عليك مِن آيةٍ بينةٍ فنتَّبِعَك لها (٥). فأنزَل اللهُ [فى ذلك من قولِه](٦): ﴿وَلَقَدْ أَنْزَلْنَا إِلَيْكَ آيَاتٍ بَيِّنَاتٍ وَمَا يَكْفُرُ بِهَا إِلَّا الْفَاسِقُونَ﴾ (٧).
(١) فى الأصل: "يعقلون". والأثر ذكره ابن كثير فى تفسيره ١/ ١٩٢، وعزاه السيوطى فى الدر المنثور ١/ ٩٤ إلى المصنف. (٢) فى م، ت ٢: "و". (٣) فى سيرة ابن هشام ١/ ٥٤٨: "أبو صلوبا"، وفى نسختين منها: "ابن صلوبا". وقد ذكر ابن إسحاق -كما فى سيرة ابن هشام ١/ ٥١٤ - الأعداء من بنى النضير فقال: ومن بنى ثعلبة بن الفطيون؛ عبد الله بن صوريا الأعور، ولم يكن بالحجاز فى زمانه أحد أعلم بالتوراة منه، وابن صلوبا. . . (٤) فى م، ت ٢: "القطيونى". بالقاف. وضبط فى الأصل: "الفَطْيُونى". والمثبت موافق لما فى المعرب ص ٢٩٣، والروض الأنف ٤/ ٣٩٧ حيث ذكره: الفِطْيَوْن، وضبطه فى الجمهرة ٣/ ١١١: الفِطْيُون. وقال السهيلى: والفطيون كلمة عبرانية، وهى عبارة عن كل من ولى أمر اليهود وملَكهم. (٥) فى م: "بها". (٦) سقط من: م. (٧) سيرة ابن هشام ١/ ٥٤٨.