وقد حدَّثنا عبدُ الحميدِ بنُ بَيانٍ، قال: أخبَرنا خالدٌ، قال: ثنا فِطْرٌ (١)، عن حبيبِ بن أبي ثابتٍ، عن عُبَيدِ بن عميرٍ الليثيِّ، قال: الرياحُ أربعٌ، يبعثُ اللَّهُ الريحَ الأولى، فتَقُمُّ الأرضَ قَمًّا، ثم يبعثُ الثانيةَ، فتُنْشِئُ (٢) سحابًا، ثم يبعثُ الثالثةَ، فتُؤلِّفُ بينَه، فتجعلُه رُكامًا، ثم يبعثُ الرابعةَ فتُمْطِرُه (٣).
وقولُه: ﴿فَتَرَى الْوَدْقَ يَخْرُجُ مِنْ خِلَالِهِ﴾. يقولُ: فتَرى المطرَ يخرُجُ مِن بين السحابِ، وهو الوَدْقُ، قال الشاعرُ (٤):
فلا مُزْنَةٌ وَدَقَتْ وَدْقَها … ولا أَرْضَ أَبْقَلَ إِبْقالَها
وذُكِر عن ابن عباسٍ وجماعةٍ أنهم كانوا يقرءُون ذلك:(مِنْ خَلَلِه).
حدَّثنا ابن المثنى، قال: ثنا حَرَمِيُّ بنُ عُمارةَ، قال: ثنا شعبةُ، قال: ثنا قتادةُ، عن الضحاكِ بن مزاحمٍ أنه قَرأ هذا الحرفَ: ﴿فَتَرَى الْوَدْقَ يَخْرُجُ مِنْ خِلَالِهِ﴾: (مِنْ خَلَلِهِ)(٥).
قال: ثنا شعبةُ، قال: أخبرَنى عُمارةُ (٦)، عن رجلٍ، عن ابن
(١) في م: "مطر". وتقدم في ٣/ ٤٦١، وينظر تهذيب الكمال ٢٣/ ٣١٢. (٢) في ص، ت ١، ت ٢، ف: "فتنشئه". (٣) أخرجه أبو الشيخ في العظمة (٨٣٠) من طريق فطر به، وأخرجه ابن أبي حاتم في تفسيره ٨/ ٢٦١٧ من طريق حبيب به. (٤) تقدم تخريجه في ١/ ٤٥٩. (٥) ذكره ابن كثير في تفسيره ٦/ ٧٨، وأبو حيان في البحر المحيط ٦/ ٤٦٤. (٦) في ص، ت ١، ت ٢، ت ٣، ف: "عمار". وهو عمارة بن أبي حفصة، سيورد المصنف روايته في الأثر القادم. وينظر تهذيب الكمال ٢١/ ٢٣٨.