ضلالةٍ وحَيْرةٍ، قال: ﴿ظُلُمَاتٌ بَعْضُهَا فَوْقَ بَعْضٍ﴾ (١).
ورُوِى عن أُبيِّ بن كعبٍ ما حدَّثني عبدُ الأعلى بنُ واصلٍ، قال: ثنا عُبيدُ اللهِ بن موسى، قال: أخبَرنا أبو جعفرٍ الرازيُّ، عن الربيعِ بن أنسٍ، عن أبي العاليةِ، عن أبيِّ بن كعبٍ في قولِه: ﴿أَوْ كَظُلُمَاتٍ فِي بَحْرٍ لُجِّيٍّ يَغْشَاهُ مَوْجٌ﴾ الآية. قال: ضرَب مثلًا آخَرَ للكافِرِ، فقال: ﴿أَوْ كَظُلُمَاتٍ فِي بَحْرٍ لُجِّيٍّ﴾ الآية. قال: فهو يَتَقَلَّبُ في خمسٍ مِن الظُّلَم، فكلامُه ظُلْمَةٌ، وعملُه ظلمةٌ، ومَدْخَلُه ظلمةٌ، ومَخْرَجُه ظلمةٌ، ومصيرُه إلى الظلماتِ يومَ القيامةِ، إلى النارِ (٢).
حدَّثنا القاسمُ، قال: ثنا الحسينُ، قال: ثني حجاجٌ، عن أبي جعفرٍ الرازيِّ، عن الربيعِ (٣)، عن أبي العاليةِ، عن أُبيِّ بنُ كعبٍ بنحوِه.
حدَّثني يونُسُ، قال: أخبَرنا ابن وهبٍ، قال: قال ابن زيدٍ في قولِه: ﴿أَوْ كَظُلُمَاتٍ فِي بَحْرٍ لُجِّيٍّ يَغْشَاهُ مَوْجٌ﴾ إلى قولِه: ﴿ظُلُمَاتٌ بَعْضُهَا فَوْقَ بَعْضٍ﴾. قال: شرٌّ بعضُه فوقَ بعضٍ. وقولُه: ﴿إِذَا أَخْرَجَ يَدَهُ لَمْ يَكَدْ يَرَاهَا﴾. يقولُ: إذا أَخْرَج الناظرُ يدَه في هذه الظلماتِ لم يَكَدْ يَراها (٤).
فإن قال (٥) قائل: وكيف قيلَ: ﴿لَمْ يَكَدْ يَرَاهَا﴾. مع شدةِ هذه الظُّلْمِةِ (٦).
(١) تفسير عبد الرزاق ٢/ ٦١، ومن طريقه ابن أبي حاتم في تفسيره ٨/ ٢٦١٣، وعزاه السيوطي في الدر المنثور ٥/ ٥٣ إلى عبد بن حميد، وعند عبد الرزاق وابن أبي حاتم: ظلمة. بدل: ضلالة. (٢) أخرجه ابن أبي حاتم في تفسيره ٨/ ٢٦١٤ من طريق عبيد الله بن موسى به، وتقدم أوله في ص ٢٩٧. (٣) سقط من: ت ٢، وفى م، ت ١، ت ٣، ف: "أبي الربيع". (٤) أخرجه ابن أبي حاتم في تفسيره ٨/ ٢٦١٥ من طريق أصبغ، عن ابن زيد. (٥) بعده في م: "لنا". (٦) في ت ١: "الظلمات".