تصنَعين بهذا وقد قال اللَّهُ ما قال؟ فقالت: قال اللَّهُ: ﴿وَالَّذِي تَوَلَّى كِبْرَهُ مِنْهُمْ لَهُ عَذَابٌ عَظِيمٌ﴾. وقد ذهَب بصرُه، ولعل اللَّهَ يجعلُ ذلك العذابَ العظيمَ ذهابَ بصرِه (١).
حدَّثنا ابن المثنى، قال: ثنا محمدُ بنُ أَبي عَديٍّ، عن شعبةَ، عن سليمانَ، عن أبى الضحى، عن مسروقٍ، قال: دخَل حسانُ بنُ ثابتٍ على عائشةَ، فشبَّب بأبياتٍ له، فقال (٢):
فقالت عائشةُ: أما إنك لستَ كذلك! فقلتُ: تدَعِين هذا الرجلَ يدخُلُ عليكِ وقد أنزَل اللَّهُ فيه: ﴿وَالَّذِي تَوَلَّى كِبْرَهُ﴾ الآية؟ فقالت: وأيُّ عذابٍ أشدُّ من العمَى؟ وقالت: إنه كان يدفَعُ عن رسولِ اللَّهِ ﷺ(٤).
حدَّثني محمدُ بنُ عثمانَ الواسطيُّ، قال: ثنا جعفرُ بنُ عونٍ، عن المُعَلَّى بن عرفانَ، عن محمدِ بن عبدِ اللَّهِ بن جحشٍ، قال: تفاخَرَت عائشةُ وزينبُ. قال: فقالت زينبُ: أنا التي نزَل تزويجِي (٥). قال: وقالت عائشةُ: أنا التي نزَل عُذري في
(١) أخرجه البخارى (٤٧٥٥)، وابن أبي حاتم في تفسيره ٨/ ٢٥٤٥، والطبراني ٢٣/ ١٣٥ (١٧٥) من طرق عن سفيان به، وعزاه السيوطي في الدر المنثور ٥/ ٣٣ إلى سعيد بن منصور وابن المنذر وابن مردويه. (٢) عجز بيت لحسان وهو في ديوانه ص ٢٢٨. (٣) غرثى: جائعة، يريد لا تغتاب النساء. اللسان (غ ر ث). (٤) أخرجه مسلم (٢٤٨٨) عن ابن المثنى به، وأخرجه البخارى (٤٧٥٦) من طريق ابن أبي عدي به، وأخرجه ابن أبي شيبة ٨/ ٥١٥، ٥١٦، والبخاري (٤١٤٦)، ومسلم (٢٤٨٨/ ١٥٥)، والطبراني ٢٣/ ١٣٥، ١٣٦ (١٧٦ - ١٧٩) من طريق شعبة به. (٥) بعده في م: "من السماء".