والقولُ عندى في ذلك أنهما لغتان: نبَت وأَنْبَت. ومِن "أَنْبَت" قولُ زُهَيرٍ (٣):
رأيتَ ذَوِى الحاجاتِ حولَ بُيُوتِهِمْ … قَطِينًا (٤) لهم حتى إذا أنْبَتَ البَقْلُ
ويُرْوَى: نَبَتَ. وهو كقوله: ﴿فَأَسْرِ بِأَهْلِكَ﴾. و:(فاسْرِ)[هود: ٨١]. غيرَ أن ذلك وإن كان كذلك، فإن القراءةَ التى لا أختارُ غيرَها في ذلك، قراءةُ من قرأ: ﴿تَنبُتُ﴾ بفتح التاء؛ لإجماع الحجة من القرأة عليها. ومعنى ذلك: تَنْبُتُ هذه الشجرةُ بثمر الدُّهْنِ.
كما حدَّثني محمد بن عمرٍو، قال: ثنا أبو عاصمٍ، قال: ثنا عيسى، وحدَّثني الحارث، قال: ثنا الحسن، قال: ثنا ورقاء، جميعًا عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ: ﴿تَنْبُتُ بِالدُّهْنِ﴾. قال: تُثْمِرُ (٥).
حدَّثنا القاسم، قال: ثنا الحسين، قال: ثنى حجاجٌ، عن ابنِ جُرَيْجٍ، عن مجاهد مثله.
(١) الفلج: موضع لبنى جعدة من قيس بنجد، وهو في أعلى بلاد قيس. معجم ما استعجم ٣/ ١٠٢٩. (٢) البيض: جمع أبيض، وهو السيف. اللسان (ب ى ض). (٣) شرح ديوان زهير ص ١١١. (٤) القطين: أهل الرجل وحَشَمُه. والقطين: الساكن النازل في الدار. يقول: يلزمونهم فيسمنون عندهم. شرح الديوان ص ١١١. (٥) في ص، ت ٢، ف: "بثمر"، وفى م: "بثمره". والأثر في تفسير مجاهد ص ٤٨٥. وعزاه السيوطي في الدر المنثور ٥/ ٨ إلى ابن أبي شيبة وعبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم.