يَشْرَبُ ويأكل من الطعام، إلى أن بلغ الحُلُمَ، إلى أن بلغ أن يَتَقَلَّبَ في البلاد (١).
حدَّثنا ابن عبد الأعلى، قال: ثنا محمدُ بنُ ثَوْرٍ، عَن مَعْمَرٍ، عن قتادةَ: ﴿ثُمَّ أَنشَأْنَاهُ خَلْقًا آخَرَ﴾. قال: يقولُ بعضُهم: هو نباتُ الشَّعَرِ. وبعضُهم يقولُ: هو نفخ الروحِ.
حدَّثنا الحسن، قال: أخبرنا عبد الرزّاقِ، قال: أَخبرنا مَعْمَرٌ، عن قتادةَ مثلَهُ (٢).
حُدِّثتُ عن الحسين، قال: سَمِعتُ أبا معاذ يقولُ: أخبرنا عبيدٌ، قال: سَمِعتُ الضحاكَ: ﴿ثُمَّ أَنشَأْنَاهُ خَلْقًا آخَرَ﴾. قال: يقالُ: الخلقُ الآخرُ بعدَ خروجه من بطن أمِّه بسِنِّه وشَعَرِه (٣).
وقال آخرون: بل عَنَى بإنشائه خلقًا آخرَ: سَوَّى شبابه.
ذكرُ من قال ذلك.
حدَّثني محمد بن عمرو، قال: ثنا أبو عاصم، قال: ثنا عيسى، وحدثني الحارث، قال: ثنا الحسن، قال: ثنا وَرْقاءُ، جميعًا عن ابن أبي نَجيحٍ، عن مجاهد قولَه: ﴿ثُمَّ أَنشَأْنَاهُ خَلْقًا آخَرَ﴾. قال: حين استوَى شبابُه (٤).
حدَّثنا القاسم، قال: ثنا الحسين، قال: ثني حجاجٌ، عن ابنِ جُرَيْجٍ، قال: قال مجاهد: حين استوَى به الشبابُ.
وأولى الأقوال في ذلك بالصواب قولُ من قال: عنى بذلك نفخَ الروحِ فيه.
(١) عزاه السيوطي في الدر المنثور ٥/ ٦ إلى المصنف. (٢) تفسير عبد الرزاق ٢/ ٤٤. وأخرجه ابن سعد ١/ ٣٠ من طريق معمر به. (٣) ذكره القرطبي في تفسيره ١٢/ ١١٠، وابن كثير في تفسيره ٥/ ٤٦١. (٤) تفسير مجاهد ص ٤٨٤، وعزاه السيوطي في الدر المنثور ٥/ ٦ إلى عبد بن حميد وابن المنذر.