واختلَف أهل التأويل في تأويل قوله: ﴿ثُمَّ أَنشَأْنَاهُ خَلْقًا آخَرَ﴾؛ فقال بعضُهم: إنشاؤه إياه خلقا آخر نفخُه الروح فيه، فيَصِيرُ حينئذٍ إنسانًا، وكان قبلَ ذلك صورةً.
ذكر من قال ذلك
حدَّثني يعقوب بن إبراهيم، قال: ثنا هُشَيْمٌ، قال: أخبرنا حجاجٌ، عن عطاءٍ، عن ابنِ عباس في قوله: ﴿ثُمَّ أَنشَأْنَاهُ خَلْقًا آخَرَ﴾. قال: نفخ الروح فيه (١).
حدَّثنا ابن بشارٍ، قال: ثنا عبد الرحمن، قال: ثنا هُشَيْم، عن الحجاج بن أَرْطَاةَ، عن عطاءٍ، عن ابن عباس بمثله.
حدَّثنا القاسم، قال: ثنا الحسين، قال: ثني حجاج، عن ابن جريجٍ، قال: قال ابن عباس: ﴿ثُمَّ أَنشَأْنَاهُ خَلْقًا آخَرَ﴾. قال: الروحُ.
حدَّثنا ابن بشار، قال: ثنا عبد الرحمن، قال: ثنا سفيان، عن عبدِ الرحمنِ بنِ الأصبهانيِّ، عن عكرمة في قوله: ﴿ثُمَّ أَنشَأْنَاهُ خَلْقًا آخَرَ﴾. قال: نفَخ فيه الروحَ (٢).
حدَّثنا ابن بشار وابن المثنَّى، قالا: ثنا عبد الرحمن، قال: ثنا سلمة، عن داودَ ابن أبي هند، عن الشَّعْبى: ﴿ثُمَّ أَنشَأْنَاهُ خَلْقًا آخَرَ﴾. قال: نفَخ فيه الروحَ (٣).
قال: ثنا عبد الرحمن، قال: ثنا سفيان، عن منصورٍ، عن مجاهد بمثله (٤).
(١) أخرجه الخطيب في تاريخ بغداد ١٤/ ٨٩ من طريق هشيم به. وبحشل في تاريخ واسط ص ٢٢٨ من طريق حجاج به. (٢) عزاه السيوطي في الدر المنثور ٥/ ٦ إلى المصنف وعبد بن حميد. (٣) ذكره البغوى في تفسيره ٥/ ٤١٢، وابن كثير في تفسيره ٥/ ٤٦١. (٤) تفسير سفيان ص ٢١٦ عن ليث، عن مجاهد. وعزاه السيوطي في الدر المنثور ٥/ ٦ إلى عبد بن حميد.