وقولُه: ﴿وَلَهُمْ مَقَامِعُ مِنْ حَدِيدٍ﴾. تَضْرِبُ رُءُوسَهم بها الخَزَنَةُ إذا أرادوا الخروجَ مِن النارِ حتى تَرْجِعَهم إليها.
وقولُه: ﴿كُلَّمَا أَرَادُوا أَنْ يَخْرُجُوا مِنْهَا مِنْ غَمٍّ أُعِيدُوا فِيهَا﴾. يقولُ: كُلَّما أراد هؤلاء الكفارُ الذين وَصَف اللَّهُ صفتَهم، الخروجَ من النارِ، مما نالَهم مِن الغَمِّ والكَرْبِ، رُدُّوا إليها.
كما حدَّثنا مجاهدُ بنُ موسى، قال: ثنا جعفرُ بنُ عونٍ، قال: أخبَرنا الأعْمشُ، عن أبي ظَبْيانَ، قال: النارُ سوداءُ مُظْلِمةٌ، لا يُضِئُ لَهَبُها ولا جَمْرُها. ثم قَرأ: ﴿كُلَّمَا أَرَادُوا أَنْ يَخْرُجُوا مِنْهَا مِنْ غَمٍّ أُعِيدُوا فِيهَا﴾ (٥).
وقد ذُكِر أنهم يُحاوِلون الخروجَ مِن النارِ حينَ تَجيِشُ جهنمُ فتُلْقِى مَن فيها إلى أعلى أبوابِها، فيُريدون الخروجَ، فتُعِيدُهم الخُزَّانُ فيها بالمقَامِعِ، ويقولون لهم إذا ضَرَبوهم بالمقَامعِ: ﴿وَذُوقُوا عَذَابَ الْحَرِيقِ﴾.
(١) في م: "يعنى أمعاءهم"، وفى ت ١: "يمشون بامعائهم"، وبعده في النسخ: "و". (٢) سقط من: النسخ. والمثبت من الحلية والدر المنثور. (٣) في م، ت ٢: "حاله". (٤) تقدم تخريجه في ١٥/ ٢٥٢. (٥) أخرجه ابن المبارك في الزهد (٣١٠)، وابن أبي شيبة ١٣/ ١٥٢، وهناد في الزهد ١/ ١٧٣، وابن أبي الدنيا في صفة النار (١٩)، والحاكم ٢/ ٣٨٧ من طريق الأعمش عن أبي ظبيان عن سلمان. وذكره السيوطي في الدر المنثور ٤/ ٣٥٠ عن سلمان، وعزاه إلى عبد بن حميد وابن المنذر وسعيد بن منصور.