اسْتِكْبارٍ فمِن شأنِه الإعراضُ عما هو مُسْتكبِرٌ عنه، وَلَيُّ عُنُقِه عنه والإعراضُ.
والصوابُ مِن القولِ في ذلك أن يُقالَ: إن اللَّهَ وصَف هذا المخاصمَ في اللَّهِ بغيرِ علمٍ أنَّه مِن كبرِه إذا دُعِى إلى اللَّهِ أعرَضَ عن دَاعِيهِ، ولَوى عُنقَه عنه، ولم يَسمعْ ما يقالُ له اسْتِكبارًا.
وقولُه: ﴿لِيُضِلَّ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ﴾. يقولُ تعالى ذِكرُه: يجادلُ هذا المشركُ في اللَّهِ بغيرِ علمٍ مُعْرِضًا عن الحقِّ استكبارًا لِيَصُدَّ المؤمنين باللَّهِ عن دينِهم الذي هَدَاهم له، ويَستَزِلَّهم عنه، ﴿لَهُ فِي الدُّنْيَا خِزْيٌ﴾. يقولُ جلَّ ثناؤه: لهذا المجادلِ في اللَّهِ بغيرِ علمٍ، ﴿لَهُ فِي الدُّنْيَا خِزْيٌ﴾ وهو القتلُ والذلُّ والمَهانةُ بأيدِى المؤمنين، فقتَلَه اللَّهُ بأيديهم يومَ بدرٍ.
كما حدَّثنا القاسمُ، قال: ثنا الحسينُ، قال: ثنى حجاجٌ، عن ابن جُرَيجٍ قولَه: ﴿لَهُ (١) فِي الدُّنْيَا خِزْيٌ﴾. قال: قَتْلٌ يومَ بدرٍ (٢).
وقولُه: ﴿ذَلِكَ بِمَا قَدَّمَتْ يَدَاكَ﴾. يقولُ جلَّ ثناؤه: ويُقالُ له إذا أُذِيق عذابَ النارِ يومَ القيامةِ: هذا العذابُ الذي نُذيقُكَهُ اليومَ بما قدَّمَت يداكَ في الدُّنيا مِن الذنوبِ والآثامِ، واكْتَسَبْتَه فيها من الإجْرامِ، ﴿وَأَنَّ اللَّهَ لَيْسَ بِظَلَّامٍ لِلْعَبِيد﴾. [يقولُ: وفعَلنا ذلك لأنَّ اللَّهَ ليس بظلامٍ للعبيدِ](٣) فيعاقبَ بعضَ عبيدِه
(١) سقط من: م. (٢) تتمة الأثر المتقدم في الصفحة السابقة. (٣) سقط من: ت ١، ف.