وحدَّثنا موسى، قال: ثنا عمرٌو، قال: ثنا أسباطُ، السديِّ: ﴿وَلَكِنَّا حُمِّلْنَا أَوْزَارًا مِنْ زِينَةِ الْقَوْمِ﴾. يقولُ: مِن حُليِّ [القبْط (٣).
وحدَّثنا يونسُ، قال: أخبَرنا ابن وهبٍ، قال: قال ابن زيدٍ في قوله: ﴿وَلَكِنَّا حُمِّلْنَا أَوْزَارًا مِنْ زِينَةِ الْقَوْمِ﴾. قال: الحُليُّ] (٤) الذي اسْتَعاروه والثيابُ، لَيْسَت من الذُّنوب في شيءٍ، لو كانت الذُّنوب كانت: حُمَّلْناها نتحمَّلُها (٥)، فليست من الذُّنوب في شيءٍ (٦).
واختَلَفتِ القرأةُ في قراءةِ ذلك؛ فقرأته عامَّةُ قرأة المدينة وبعضُ المكِّيِّين: ﴿حُمِّلْنَا﴾ بضمِّ الحاءِ وتشديد الميم (٧)، بمعنى أنَّ موسى حمَّلهم ذلك.
وقرَأته عامَّةُ قرأة الكوفة والبصرة وبعضُ المكِّيين:(حَمَلْنَا) بتخفيف الحاءِ والميم وفتحهما (٨)، بمعنى أنهم حمَلوا ذلك من غيرِ أن يكَلِّفَهم حَمْلَه أحدٌ.
والقولُ في ذلك عندى أنَّهما قراءتان مَشْهُورتان متقاربتا المعنى؛ فإن
(١) سقط من: ت ١. (٢) في ص، م، ت ١، ت ٢، ت ٣، ف: "حليهم". (٣) تقدم تخريجه في ص ١٣٤. (٤) سقط من: ت ٢. (٥) في م: "نحملها"، وفى ت ١، ت ٢، ت ٣، ف: "بتحملها". (٦) ينظر التبيان ٧/ ١٧٥، ١٧٦. (٧) وهى قراءة نافع وابن كثير وابن عامر وحفص. حجة القراءات ص ٤٦٢. (٨) وهى قراءة أبي عمرو وحمزة وأبى بكر والكسائي. المصدر السابق.