والقبَسُ هو النارُ في طرَفِ العودِ أو القصَبةِ، يقولُ القائلُ لصاحبِه: أَقبِسْنِي نارًا. فيُعْطيه إيَّاها في طرفِ عودٍ أو قصبَةٍ.
وإنَّما أراد موسى ﵇ بقولِه لأهلِه: ﴿لَعَلِّي آتِيكُمْ مِنْهَا بِقَبَسٍ﴾: لعلِّى آتيكُم بذلك لتصْطَلُوا به.
كما حدَّثنا ابن حميدٍ، قال: ثنا سلمةُ، عن ابن إسحاقَ، عن وهبِ بن منبِّهٍ: ﴿لَعَلِّي آتِيكُمْ مِنْهَا بِقَبَسٍ﴾. قال: بقبسٍ تَصطَلُون (٣).
وقولُه: ﴿أَوْ أَجِدُ عَلَى النَّارِ هُدًى﴾. [يقولُ: أو أجِدُ على النارِ](٤) دلالةً تدُلُّ على الطريقِ الذي أضلَلْناه، إمَّا مِن خبرِ هادٍ يَهدِينا إليه، وإِمَّا مِن بَيانٍ وعَلَمٍ نتبيَّنُه به ونعرِفُه.
(١) سقط من: ص، م، ت ١، ف. والأثر أخرجه ابن أبي حاتم في تفسيره ٩/ ٩٧٢ من طريق سفيان به، وذكره ابن كثير في تفسيره ٥/ ٢٧٠ عن الثورى به. (٢) مجمع الأمثال ١/ ١٨٦، وقائله قيس بن زهير، ومعناه: إنما يحصل اليقين بعد النظر. (٣) تقدم أوله في الصفحة السابقة، وأخرجه ابن أبي حاتم في تفسيره ٩/ ٢٨٤٣ (١٦١١٩) من طريق سلمة، عن ابن إسحاق قوله. (٤) سقط من: ص، م، ت ١، ف.