واختلفتِ القرأة في قراءة قوله: ﴿تُسَاقِطْ﴾؛ فقرَأ ذلك عامَّةُ قرأةِ المدينةِ والبصرة والكوفة:(تَسَّاقَطْ)، بالتاءِ من (تَسَّاقطْ) وتشديد السينِ، بمعنى: تتساقطُ عليك النخلةُ رطبًا جنيًّا، ثم تُدغَمُ إحدى التاءين في الأُخرى فتُشدَّدُ، وكأن الذين قرءوا ذلك كذلك وجَّهوا معنى الكلام إلى: وهزِّى إليك بجذع النخلةِ تَسَّاقط النخلة عليك رطبًا جنيًّا (٢).
وقرأ ذلك بعضُ قرأةِ الكوفة:(تَساقَطْ) بالتاء وتخفيف السينِ، ووجَّهوا (٣) معنى الكلامِ، إلى مثْلِ ما وجَّهه (٤) إليه مشدِّدوها، غير أنهم خالفوهم في القراءة (٥).
ورُوى عن البراء بن عازبٍ أنه قرَأ ذلك:(يَسَّاقطْ) بالياءِ (٦).
حدَّثني بذلك أحمد بن يوسفَ، قال: ثنا القاسم، قال: ثنا يزيد، عن جرير بن حازمٍ، عن أبي إسحاقَ قال: سمعتُ البراء بن عازبٍ يقرؤه كذلك (٧).
(١) هو الأحول اليشكرى، كما في لسان (ش ب هـ). (٢) سقط من: ص، م، ت ٢، ف. وينظر الكشف عن وجوه القراءات ٢/ ٨٧، ٨٨. (٣) في ص، م، ت ١، ف: "وجه". (٤) في ص، م، ت ١، ت ٢، ف: "وجه". (٥) قرأ ابن كثير ونافع وأبو عمرو وابن عامر والكسائي: (تَسَّاقط)، وقرأ حمزة: (تَساقطْ)، واختلف عن عاصم؛ فروى عنه أبو بكر (تَسَّاقطْ)، وروى عنه حفص: "تُساقِطْ". ينظر السبعة لابن مجاهد ص ٤٠٩ والكشف عن وجوه القراءات ٢/ ٨٧. (٦) هي قراءة شاذة. (٧) عزاه السيوطي في الدر المنثور ٤/ ٢٦٩ إلى المصنف وعبد بن حميد. وينظر مختصر الشواذ ص ٨٧. (٨) بعده في الأصل: "إلى".
[*] (تعليق الشاملة): ظبطه في المطبوع هكذا: «ومن الشاهدِ على دخولِ الباءِ في موضعِ دخولِها فيه وخروجِها منه سواءٌ، قولُ الشاعرِ»، ولعل الضبط المثبت هو الصواب، والله أعلم.