به، وينتهى عما نُهِيَ عنه، لا يَعْصِى ربَّه ولا والديه.
وقوله: ﴿عَصِيًّا﴾. فعيلٌ بمعنى أنه ذو عصيانٍ، من قول القائلِ: عصَى فلانٌ ربَّه فهو يعصِيه (١).
وقوله: ﴿وَسَلَامٌ عَلَيْهِ يَوْمَ وُلِدَ وَيَوْمَ يَمُوتُ وَيَوْمَ يُبْعَثُ حَيًّا﴾. يقولُ: وأمانٌ من الله له يومَ وُلِد من أن يناله الشيطانُ من السوء بما ينالُ به بنى آدمَ. وذلك أنه رُوِى عن رسول الله ﷺ أنه قال:"كُلُّ بَنِي آدَمَ يَأْتِي يَوْمَ القِيامَةِ وَلَهُ ذَنْبٌ، إِلَّا ما كانَ مِنْ يَحْيَى بْنِ زَكَرِيَّا".
حدَّثنا بذلك ابن حميد، قال: ثنا سلمة، عن ابن إسحاق، عن يحيى بن سعيدٍ، عن سعيد بن المسيبِ، قال: ثنى ابن العاص، أنه سمع رسول الله ﷺ يقول ذلك (٢).
حدَّثنا الحسن، قال: أخبرنا عبد الرزاقِ، قال: أخبرنا معمر، عن قتادة في قوله: ﴿جَبَّارًا عَصِيًّا﴾. قال: كان ابن المسيّبِ يذكُرُ قال: قال رسولُ الله ﷺ: "ما مِنْ أَحَدٍ يَلْقَى اللهَ يَوْمَ القِيامَةِ إِلَّا ذَا ذَنْبٍ، إِلَّا يَحْيَى بْنَ زَكَرِيَّا"(٣).
قال: وقال قتادةُ: ما أذنَب، ولا همَّ بامرأةٍ.
وقوله: ﴿وَيَوْمَ يَمُوتُ﴾. يقولُ: وأمانٌ مِن اللهِ تعالى ذكره له مِن فَتَّانَيِ القبرِ، ومن هول المطلع، ﴿وَيَوْمَ يُبْعَثُ حَيًّا﴾. يقولُ: وأمانٌ له من عذاب الله يومَ القيامةِ، يوم الفزع الأكبرِ من أن يروعه شيءٌ، أو أن يُفزِعَه ما يُفزِعُ الخَلقَ.
(١) بعده في م: "عَصْيًا". (٢) أخرجه الحاكم في المستدرك ٢/ ٣٧٣، وابن عساكر في تاريخه ١٨/ ٨٢ (مخطوط) من طريق ابن إسحاق به. وأخرجه أحمد في الزهد ص ٩٠ من طريق يحيى به موقوفًا. (٣) تفسير عبد الرزاق ٢/ ٦، وأخرجه من طريقه ابن عساكر في تاريخه ١٨/ ٨٢ (مخطوط).