جماعةٌ من قرأةِ المدينة، وعامة قرأةِ الكوفةِ:(فِي عَينٍ حَامِيَةٍ). بمعنى: أنها تغرُبُ في عينِ ماءٍ حارَّةٍ (١).
واختلَف أهلُ التأويلِ في تأويلهم ذلك على نحوِ اختلافِ القرأةِ في قراءتِه.
ذكرُ مَن قال: ﴿تَغْرُبُ فِي عَيْنٍ حَمِئَةٍ﴾.
حدَّثنا محمدُ بنُ المثنى، قال: ثنا ابن أبى عديٍّ، عن داودَ، عن عكرمةَ، عن ابن عباسٍ: ﴿وَجَدَهَا تَغْرُبُ فِي عَيْنٍ حَمِئَةٍ﴾. قال: في طينٍ أسودَ (٢).
حدَّثنا ابن المُثَنَّى، قال: ثنا عبدُ الأعلى، قال: ثنا داودُ، عن عكرمةَ، عن ابن عباسٍ أنه كان يقرأُ: ﴿فِي عَيْنٍ حَمِئَةٍ﴾. قال: ذاتِ (٣) حَمْأَةٍ.
حدَّثنا الحسنُ (٤) بنُ الجُنيدِ، قال: ثنا سعيدُ بنُ مَسلمةَ، قال: ثنا إسماعيلُ ابنُ عُليَّة (٥) عن عثمانَ بن حاضرٍ، قال: سمِعتُ عبدَ الله بن عباسٍ يقولُ: قرَأ معاويةُ هذه الآيةَ، فقال:(عَيْنٍ حامِيَةٍ). فقال ابن عباسٍ: إنها: ﴿عَيْنٍ حَمِئَةٍ﴾. قال: فجعَلا بينَهما كعبًا، قال: فأرسلا إلى كعبِ الأحبارِ، فسأَلاه، فقال كعبٌ: أما الشمسُ فإنها تغِيبُ في ثَأْطٍ. فكانت على ما قال ابن عباسٍ (٦). والتَأْطُ: الطينُ.
= القراءات السبع ٢/ ٧٣، ٧٤. (١) وهى قراءة ابن عامر وحمزة والكسائي وعاصم في رواية أبى بكر. السبعة ص ٣٩٨، والكشف عن وجوه القراءات السبع ٢/ ٧٣، ٧٤. (٢) أخرجه المصنف في تاريخه ١/ ٦٦، وأبو الشيخ في العظمة (٦٤٧) من طريق عكرمة به مطولًا. (٣) سقط من: الأصل. (٤) في م: "الحسين". وينظر تهذيب الكمال ٦/ ٣٥٦. (٥) في الأصل: "أمية". وينظر تهذيب الكمال ٣/ ٤٥. (٦) أخرجه عبد الرزاق في تفسيره ١/ ٤١١، من طريق إسماعيل به. وعزاه السيوطي في الدر المنثور ٤/ ٢٤٨ إلى سعيد بن منصور وابن المنذر وابن أبي حاتم.