وقال آخرُ منهم: هذا مِن فَصِيح كلامِ العربِ. وقال: إِنَّما إرادةُ الجدارِ مَيلُه، كما قال النبيُّ ﷺ:"لا تَرَاءى نَارَاهما"(٢). وإنَّما هو أن تكونَ ناران؛ كلُّ واحدةٍ (٣) منهما (٤) من صاحبتِها [بالموضع الذي](٥) لو قام فيه إنسانٌ رأى الأُخْرَى في القُرْبِ. قال: وهو كقولِ اللهِ ﷿ في الأصنام: ﴿وَتَرَاهُمْ يَنْظُرُونَ إِلَيْكَ وَهُمْ لَا يُبْصِرُونَ﴾ [الأعراف: ١٩٨]. قال: والعرب تقولُ: دارى تَنْظُرُ إلى دارِ فلانٍ. تعنى قُربَ ما بينَهما. واستشهد بقول ذى الرُّمة فى وصِفْه حوضًا أو منزلاً دارِسًا (٦):
*قَد بادَ (٧) أَوْ قَدْ هَمَّ بالبُيودِ*
قال: فجعله يَهُمُّ، وإِنَّما معناه أنه قد تغَيَّر للبِلَى.
(١) فى ص، م، ت ١، ت ٢، ف: "منه". (٢) أخرجه أبو داود (٢٦٤٥)، والترمذى (١٦٠٤)، والطبراني (٢٢٦٤) والبيهقى ٨/ ١٣١، ٩/ ١٤٢ موصولًا من حديث جرير بن عبد الله، وأخرجه سعيد بن منصور (٢٦٦٣)، والنسائي (٤٧٩٤)، والبيهقى ٨/ ١٣١ مرسلا من حديث قيس بن حازم، وصحح الإرسال البخاري، ذكره عنه الترمذي، وأخرجه سعيد ابن منصور (٢٦٦٤) من حديث أبي عثمان النهدى. (٣) في الأصل، ص، ت ٢، ف: "واحد". (٤) سقط من: الأصل، م، ت ١، ت ٢، ف. (٥) فى ص، ت ١، ف: "بالموضع"، وفى م: "بموضع"، وفي ت ٢: "بالوضع". (٦) ديوانه ١/ ٣٤٤، ٣٦٣، وروايته: *من عطن قدهم بالبيود* (٧) في ص، م، ت ١، ت ٢: "كاد"، وفى ف: "كان".