بِهَا﴾ عن أصحابِك فلا تُسمِعَهم، ﴿وَابْتَغِ بَيْنَ ذَلِكَ سَبِيلًا﴾ (١).
حدَّثنا ابن بشارٍ، قال: ثنا أبو أحمدَ، قال: ثنا سفيانُ، عن الأعمشِ، عن جعفرِ بن إياسٍ، عن سعيدِ بن جبيرٍ في قولِه: ﴿وَلَا تَجْهَرْ بِصَلَاتِكَ وَلَا تُخَافِتْ بِهَا﴾. قال: في القراءةِ (٢).
حدَّثنا ابن بشارٍ، قال: ثنا محمدُ بنُ جعفرٍ، قال: ثنا سعيدٌ، عن أبي بشرٍ، عن سعيدِ بن جبيرٍ في هذه الآيةِ: ﴿وَلَا تَجْهَرْ بِصَلَاتِكَ وَلَا تُخَافِتْ بِهَا﴾. قال: كان النبيُّ ﷺ إذا رفَع صوتَه أعجبَ ذلك أصحابه، وإذا سمِع ذلك المشرِكون سبُّوه، فنزَلت هذه الآيةُ (٣).
حدَّثني يعقوبُ، قال: ثنا ابن عُليةَ، سلَمةَ بن (٤) علقمةَ، عن محمدِ بن سيرينَ، قال: نُبِّئْتُ أن أبا بكرٍ كان إذا صلَّى فقرَأ، خفَض صوتَه، وأَنَّ عمرَ كان يَرْفَعُ صوتَه. قال: فقيل لأبي بكرٍ: لم تَصْنَعُ هذا؟ فقال: أُناجي ربي، وقد علِم حاجتي. قيل: أحْسَنْتَ. وقيل لعمرَ: لم تَصْنَعُ هذا؟ قال: أطرُدُ الشيطانَ، وأُوقِظُ الوَسْنانَ. قيل: أحْسَنْتَ. فلما نزَلت: ﴿وَلَا تَجْهَرْ بِصَلَاتِكَ وَلَا تُخَافِتْ بِهَا وَابْتَغِ بَيْنَ ذَلِكَ سَبِيلًا﴾. قيل لأبي بكرٍ: ارفَعْ شيئًا. وقيل لعمرَ: اخفِضْ شيئًا (٥).
حدَّثنا ابن حميدٍ، قال: ثنا يحيى بنُ واضحٍ، قال: ثنا حسانُ بنُ إبراهيمَ، عن إبراهيمَ الصائغِ، عن عطاءٍ في قولِه: ﴿وَلَا تَجْهَرْ بِصَلَاتِكَ وَلَا تُخَافِتْ بِهَا﴾. قال:
(١) أخرجه النسائي (١٠١٠) عن يعقوب بن إبراهيم به، ومن طريقه أخرجه ابن خزيمة (١٥٨٧). (٢) أخرجه ابن أبي شيبة ٢/ ٤٤٠ من طريق سفيان عن قيس بن مسلم عن سعيد به. (٣) أخرجه ابن أبي شيبة ٢/ ٤٤٠ من طريق أبي بشر به. (٤) في النسخ: "عن"، والمثبت من تفسير ابن كثير. وينظر تهذيب الكمال ١١/ ٢٩٨. (٥) أخرجه البيهقى في الشعب (٢٦١٢) بسنده عن ابن سيرين، وذكره ابن كثير ٥/ ١٢٧ في تفسيره نقلا عن المصنف، وعزاه السيوطي في الدر المنثور ٤/ ٢٠٧، إلى سعيد بن منصور وابن المنذر.