حدَّثنا محمدُ بنُ عبدِ اللَّهِ بن بزيعٍ، قال: ثنا بشرُ بنُ المفضَّلِ، عن عوفٍ، عن الحسنِ في قولِ اللَّهِ: ﴿وَقُلْ رَبِّ أَدْخِلْنِي مُدْخَلَ صِدْقٍ وَأَخْرِجْنِي مُخْرَجَ صِدْقٍ﴾. قال: كفارُ أهلِ مكةَ لمَّا ائتمَروا برسولِ اللَّهِ ﷺ ليقتُلُوه أو يطرُدُوه أو يُوثِقُوه، وأراد اللَّهُ قتالَ أَهلِ مكةَ، فأمَره أن يخرُجَ إلى المدينةِ، فهو الذي قال اللَّهُ: ﴿أَدْخِلْنِي مُدْخَلَ صِدْقٍ وَأَخْرِجْنِي مُخْرَجَ صِدْقٍ﴾ (١).
حدَّثنا محمدُ بنُ عبدِ الأعلى، قال: ثنا محمدُ بنُ ثورٍ، عن مَعْمَرٍ، عن قتادةَ: ﴿مُدْخَلَ صِدْقٍ﴾. قال: المدينةَ، ﴿مُخْرَجَ صِدْقٍ﴾. قال: مكةَ (٢).
حدَّثنا بشرٌ، قال: ثنا يزيدُ، قال: ثنا سعيدٌ، عن قتادةَ: ﴿وَقُلْ رَبِّ أَدْخِلْنِي
مُدْخَلَ صِدْقٍ وَأَخْرِجْنِي مُخْرَجَ صِدْقٍ﴾: أخرَجه اللَّهُ من مكةَ إلى الهجرةِ بالمدينةِ (٣).
حدَّثني يونسُ، قال: أخبَرنا ابن وهبٍ، قال: قال ابن زيدٍ في قولِه: ﴿وَقُلْ رَبِّ أَدْخِلْنِي مُدْخَلَ صِدْقٍ وَأَخْرِجْنِي مُخْرَجَ صِدْقٍ﴾. قال: المدينةَ، حين هاجَر إليها، ﴿مُخْرَجَ (٤) صِدْقٍ﴾: مكةَ، حين خرَج منها مُخرجَ صدقٍ، قال ذلك حين خرَج مهاجرًا (٥).
وقال آخرون: بل معنى ذلك: وقلْ ربِّ أمِتْنِى إماتةَ صِدْقٍ، وأخرِجْنى بعد المماتِ من قبرِى يومَ القيامةِ مُخرَجَ صدقٍ.
= ٤/ ١٩٨ إلى ابن المنذر وأبي نعيم في الدلائل والضياء المقدسي في المختارة وابن مردويه. (١) ذكره ابن كثير في تفسيره ٥/ ١٠٨. (٢) تفسير عبد الرزاق ١/ ٣٨٩ عن معمر به. (٣) أخرجه الحاكم ٣/ ٣ ومن طريقه البيهقى في الدلائل - ٢/ ٥١٧ من طريق شيبان، عن قتادة. (٤) في ص، ت ٢، ف: "مدخل". (٥) عزاه السيوطي في الدر المنثور ٤/ ١٩٩ إلى الزبير بن بكار في أخبار المدينة.