وقلتُ له ارفعها إليك وأحْيها ... بروحك واقتته لها قيتة قدرا
أي: أحييها بنفخك (١).
يدل عليه قوله:{وَالَّتِي أَحْصَنَتْ فَرْجَهَا}(٢)، وقوله:{وَمَرْيَمَ ابْنَتَ عِمْرَانَ الَّتِي أَحْصَنَتْ فَرْجَهَا}(٣)، وهذا القول معنى قول أبي روق (٤).
وقال أبو عبيدة: معناه أنَّه كان إنسانًا بإحياء الله -عز وجل- إياه (٥)، يدل عليه قول السدي:{وَرُوحٌ مِنْهُ} أي: مخلوقًا منه، أي: من عنده.
وقيل: معناه: ورحمة منه، جعل الله سبحانه عيسى -عليه السلام- رحمة لمن تبعه، وآمن به، يدل عليه قوله تعالى في المجادلة {وَأَيَّدَهُمْ بِرُوحٍ مِنْهُ}(٦) أي: وقواهم برحمة منه.
وقيل: الروح: الوحي، أوحى إلى مريم بالبشارة، وأوحى إلى جبريل بالنفخ، وأوحى إليه أن بن فكان، يدل عليه قوله في النحل:{يُنَزِّلُ الْمَلَائِكَةَ بِالرُّوحِ}(٧) يعني: بالوحي، وقال في حم المؤمن:{يُلْقِي الرُّوحَ مِنْ أَمْرِهِ عَلَى مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ}(٨)، وقال: {وَكَذَلِكَ أَوْحَيْنَا