قرأ ابن محيصن بضم اللام، وقرأ الباقون بجزمه (١)، فمن خفَّف فهو جمع الأغْلَف، مثل: أصفَر وصُفْر، وأحمَر وحُمْر ونحوه، الذي عليه غشاوة وغطاء، بمنزلة الأغلف غير المختون.
والأغلف والأقلف واحد، ومعناه: عليها غشاوة فلا تَعِي ولا تفقَه ما تقول يا محمد. قاله مجاهد وقتادة (٢). نظيره ودليله قوله عزَّ وجلَّ:{وَقَالُوا قُلُوبُنَا فِي أَكِنَّةٍ مِمَّا تَدْعُونَا إِلَيْهِ}(٣).
ومن ثقَّل فهو جمع: غِلاف، مثل: حجاب وحُجُب، وكتاب وكُتُب، ومعناه: قلوبنا أوعية لكل علم فلا نحتاج إلى علمك وكتابك، قاله عطاء وابن عباس (٤).
(١) "السبعة" لابن مجاهد (ص ١٦٤)، "جامع البيان" للطبري ١/ ٤٠٦، "الحجة" للفارسي ٢/ ١٥٥، "المحرر الوجيز" لابن عطية ١/ ١٧٧، "إتحاف فضلاء البشر" للدمياطي ١/ ٤٠٣. (٢) أخرجه الطبري في "جامع البيان" ١/ ٤٠٦ - ٤٠٧. وذكره الماوردي في "النكت والعيون" ١/ ١٥٦، والواحدي في "الوسيط" ١/ ١٧٢، والبغوي في "معالم التنزيل" ١/ ١٢٠، والسيوطي في "الدر المنثور" ١/ ١٦٨. (٣) فصلت: ٥. (٤) أخرجه الطبري في "جامع البيان" ١/ ٤٠٧، وابن أبي حاتم في "تفسير القرآن العظيم" ١/ ٢٧٢ (٨٩٩) من طريق الضحاك عن ابن عباس. قال ابن أبي حاتم: وروي عن عطاء الخراساني مثله. وذكره البغوي في "معالم التنزيل" ١/ ١٢٠ عن ابن عباس وعطاء.